هل نجحت قمة بغداد؟
جواد العطار
القمة العربية دائما ما تعني حضور القادة والملوك العرب لانها تختلف عن اجتماع المندوبين الدائميين وعن اجتماع وزراء الخارجية الذي دائما ما يسبق قمة الزعماء والملوك والرؤساء... وان كانت قمة بغداد السياسية والتنموية والاجتماعية قد خلت تقريبا من حضور القادة والملوك الا خمسة فقط وهم مصر وقطر وفلسطين وموريتانيا ورئيس مجلس القيادة اليمني ، وانها لم تحقق الإجماع العربي المطلوب نتيجة الخلافات والتقاطعات والتصدعات المتجذرة في المشهد العربي حول القضايا المشتركة ، لكنها شهدت دعما دوليا من الأمم المتحدة وروسيا والصين وأوروبا وتأييد امريكي غير مباشر لمكان انعقادها.
فهل تستحق القمة هذا العناء العراقي؟ والأمل عليها والتحشيد لها؟.
لمسة العراق كانت ذكية جدا بعد ان علم النوايا المسبقة لقمة القاهرة الطارئة قبل شهرين وحجم الخلافات السياسية بين العرب والتي ظهرت من يوم الاربعاء في اجتماع المندوبين الدائميين في فندق موفبينك بغداد ، لكنه أراد ان يحقق التالي: الدور الريادي للعراق اولا؛ باعتباره رئيسا لدورة اعتيادية غاب عنها منذ عقود. عودة بغداد ثانيا؛ إلى الواجهة العربية والدولية. وثالثا؛ تسويق وتوجيه سياسته الخارجية في اطار مؤسسي واسع.
لن نقول ان قمة بغداد العربية نجحت ، ولن نتفحص بيانها الختامي في شقه السياسي لان مقرراته فارغة وحبرا على ورق ومجرد شعارات بدون ارادة واليات لتحقيقها ، لكن محاولات حفظ ماء الوجه العراقي ظهرت وبشكل اكيد في الشق الاقتصادي ورؤية العراق بتنمية عربية مستدامة وازدهار ومعالجة تداعيات الازمات والصراعات... وان كانت هذه محاولة لبث الروح في جسد ميت الا انه أدنى مطالب وتطلعات الشعوب.