سلامة يا وطن.. سلامة يا قاسم إسماعيل

هدير الجبوري

في زمن تكثر فيه الانكسارات وتضيق فيه الأرواح من ثقل الأوجاع، ينهض صوت فنان عراقي من رماد الوجع كمن يعلن التحدي للقدر نفسه. من وسط الألم، يأتي صوت الفنان الكبير قاسم إسماعيل، لا ليرثي حاله، بل ليصرخ في وجه المرض الخبيث قائلاً: أنا لا أهتم، أنا سأتحداك.. والأيام بيننا.

كم نحتاج إلى هذا الصوت الآن. كم نحتاج إلى من يقف بثبات في مواجهة الهشاشة التي تحاصرنا من كل الجهات. قاسم إسماعيل، الذي عرفناه مطربا رصيناً وصوتاً نبيلاً في ساحة الفن، يتحول الآن إلى مرآة لتحدي المرض والوجع  حين يتسلح بالمحبة، بالإيمان، وبالناس.

سلامة يا وطن... ما هزتك ريح، ليس مجرد شعاراو عنوان اغنية قديمة له غناها قبل عقود، بل هي معنى للعنفوان  والتحدي الحقيقي كلما حاولنا الاتكاء على الحزن. وقاسم يشبه الوطن في صبره وفي طيبته. لم تهزه ريح المرض، بل يواجهها الان بكبرياء يليق بروحه التي تعلّمت كيف تُحب وتُقاوم.

هذا المرض الخبيث، الذي يتسلل إلى الجسد دون استئذان، لا يدرك أنه في هذه المرة أخطأ العنوان. لا يعرف أن قاسم إسماعيل لا يُهزم بسهولة، وأنه محصّن بمحبة الناس الذين لطالما منحهم الفرح، والآن يردّون له الجميل بالدعاء، بالحب، وبالإيمان بعودته سليماً، كما نعرفه دائماً: واقفاً، باسماً، نبيلاً.

نحن معك يا قاسم اسماعيل. نضع أيدينا بيدك، وقلوبنا في قلبك. لن تضعف، ولن تنكسر، لأنك من طينة لا تُقهر. لأنك ابن العراق.. ابن النخيل والقصب والفن الحقيقي، وأنت تعرف كيف تكتب المشهد : لا بانهزام، بل بانتصار يليق بك.

سلامة يا قاسم.. وسلامة لكل من يشبهك في المواجهة والصمود. سيُهزم الخبيث، وستبقى أنت.

وهذه رسالته التي كتبها لمحبيه وجمهوره ولكل من يقدر الفن الحقيقي عبر وسائل التواصل .. آملين ان تكون هناك وقفة حقيقية معه من قبل وزارة الثقافة ونقابة الفنانين العراقيين تليق به وبعمره الفني..

□ نص الرسالة :

(علمته الرماية كل يوم فلما اشتدّ ساعده رماني)..إلى إبن حشاشتي (كانسر)، أتنْهش أحشائي وأنت الذي نشأت فيها أيها اللعين ؟ لا يهم أن تنهش ببعضي..أنا لا أهتم، أنا سأتحداك، نهايتي على بعض خباثتك ، أو هي نهايتك على بعضِ صمودي، والأيام بيننا..

المهم.. أنا قاسم الذي تغمرني محبة الناس، الأحبة، القاصي والداني..وأنت الخبيث الذي يدعو الكل للقضاء عليه و للخلاص منه).