بغداد والدوحة توطّدان شراكة التنمية وتحدّدان موعد الإجتماع الرباعي

ماكرون يزور العراق حاملاً ملفات أمنية وإقتصادية

بغداد - قصي منذر

من المقرر إن يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، العراق في حزيران المقبل، على رأس وفد رفيع يضم وزراء ومسؤولين أمنيين واقتصاديين، للمشاركة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.  ونقلت تقارير عن مسؤول في وزارة الخارجية القول أمس إن (زيارة ماكرون ستتضمن مشاركته في النسخة المرتقبة من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذي قد تأجل في عام 2023 بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة والتوترات الإيرانية الأمريكية، بعد أن عُقدت نسختاه الأولى والثانية في عامي 2021 و2022 بمشاركة قادة دول جوار العراق)، وأضاف إن (المؤتمر سيُعقد قريباً بحضور ماكرون وقادة من دول الجوار)، مبيناً إن (باريس لم تعد تمانع مشاركة سوريا في أعمال المؤتمر، ومن المرجح أن تُوجّه دعوة رسمية إلى دمشق). من جانبه، أكد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان عامر الفايز في تصريح أمس إن (لجاناً مشتركة بين العراق وفرنسا باشرت بالفعل بترتيب الملفات التي سيُبحث فيها خلال الزيارة، التي تتصدرها الملفات الأمنية والعسكرية، إلى جانب بحث إمكانية توقيع صفقات تسليح جديدة)، وتابع إن (الزيارة ستركز أيضاً على ملفات التعاون الاقتصادي والاستثماري، مع تأكيد أهمية مشاركة الشركات الفرنسية في تنفيذ مشاريع داخل العراق، ولاسيما في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، كما ستتناول المباحثات تطورات الأوضاع الإقليمية، ودور العراق في تعزيز الاستقرار في المنطقة بدلاً من الانخراط في صراعاتها)، ومضى الفايز إلى القول إن (الحكومة العراقية تُجري استعدادات مكثفة لتأمين الجانب اللوجستي والأمني للزيارة، نظراً لأهميتها السياسية والدبلوماسية، وما تمثله من دعم دولي لمكانة العراق في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية).

فيما اتفقت بغداد والدوحة، على موعد أولي لانعقاد المجلس الوزاري الرباعي لمشروع طريق التنمية، في إطار تعزيز الشراكة الثنائية وتوسيع آفاق التعاون في قطاع النقل الإقليمي. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، استقبل في القصر الحكومي وزير المواصلات القطري محمد بن عبد الله آل ثاني، وجرى استعراض علاقات التعاون بين البلدين، وسبل دعمها، وتعزيز الشراكة والاستثمار في قطاعات المواصلات والنقل والموانئ، والمضي في مشروع طريق التنمية الاستراتيجي، والتطلع الى فرص إقامة مشاريع تكاملية على جانبي الطريق بما يعزز التنمية الاقتصادية)، وأشار إلى إن (اللقاء شهد البحث بتطوير التعاون في مجال إدارة النقل العام والموانئ والمطارات، وفرص تنمية قطاع النقل الجوي، بالشكل الذي ينشط حركة النقل والتبادل على مختلف الصعد والمجالات). كما بحث وزير النقل الرزاق محيبس السعداوي، مع نظيره القطري الذي وصل بغداد امس، مشروع طريق التنمية ونسب الإنجاز التي وصلت الأعمال فيها. واكد بيان تلقته (الزمان) أمس إن (اللقاء ناقش المراحل المنجزة في المشروع وموضوع الموديل المالي والاقتصادي، وحوكمة المشروع ونسب الإنجاز التي تتعلق باستملاكات على طول المسار والتعارضات، فضلا عن رفع الألغام والمخلفات الحربية إن كانت موجودة)، وأشار البيان إلى إن (اللقاء تناول موضوع انعقاد اجتماع المجلس الوزاري الرباعي للدول الأطراف المشتركة في مشروع طريق التنمية، حيث تم تحديد موعد أولي لانعقاد هذا الاجتماع)، مؤكداً (التطرق الى التعاون المشترك في قطاع النقل بشكل عام بين العراق وبين دولة قطر الشقيقة)، وتابع السعداوي إن (رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يولي أهمية كبيرة للتعاون مع دولة قطر وبقية الدول العربية في تحقيق تطلعات العراق في مختلف المجالات)، مشدداً على (أهمية التعاون والشراكة مع دولة قطر الشقيقة في مشروع طريق التنمية). ووصل وزير المواصلات القطري الى العاصمة بغداد امس، وكان في استقباله السعداوي. من جهة أخرى، وجه السوداني، بمباشرة الشركة المنفذة للبنى التحتية لمشروع مدينة الصدر الجديدة. وأوضح بيان تلقته (الزمان) أمس إن (رئيس الوزراء ترأس الاجتماع الدوري للّجنة العليا لمشروع مدينة الصدر الجديدة، وجرى متابعة تنفيذ توصيات الجلسة السابقة، وعرض توصيات فريق الأمر الديواني المعني بمتابعة سير عمل المشروع، ومناقشة ملخّص توقيع ومباشرة الشركة الصينية المنفذة للمشروع، وتوقيتات العمل والجداول الزمنية للمكوّنات، وكذلك مناقشة إنشاء المحطة الكهربائية، ومنظومة الطاقة)، ولفت إلى إن (الاجتماع شهد تأكيد إكمال إجراءات التعاقد، حيث وجّه السوداني بإن تتمّ المباشرة من قبل الشركة المنفذة للبنى التحتية، التي تسلمت موقع العمل بعد إنجاز المخططات التصميمية كافة، فضلاً عن اختيار أربع جهات استشارية)، ودعا السوداني إلى (تأمين جميع المتطلبات الأمنية، ومواصلة دراسة الأفكار والمقترحات التطويرية مع الشركات المعنية بتنفيذ المشروع). وفي كركوك، ناقش المحافظ ريبوار طه، مع السفير الأسترالي لدى العراق غلين مايلز، دعم المشاريع وملف إعادة الاستقرار للمناطق المدمرة. وقال بيان أمس إن (المحافظ استقبل في مكتبه، سفير أستراليا لدى العراق، في أول زيارة له إلى المحافظة، وجرى بحث دعم المشاريع ومشاركة الحكومة الأسترالية في ملف إعادة الاستقرار للمناطق التي تعرضت للدمار خلال الحرب ضد عناصر داعش)، وأكد طه إن (أولوية إدارة كركوك وفريقها الحكومي، هو بناء التعايش وتطوير الواقع الاقتصادي والصناعي وتأمين فرص عمل للشباب)، من جانبه، أكد مايلز إن (كركوك تشهد تطوراً جيداً وزيارتنا تهدف للاطلاع على واقعها وسبل دعمها).