الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دمشق كثرة الزيارات وقلة الدعم

بواسطة azzaman

دمشق كثرة الزيارات وقلة الدعم

جاسم مراد

 

طيلة ( 15) عاماً تصحرت الكثير من الامدادات الغذائية والاقتصادية والزراعية ، في سوريا بدواعي محاربة النظام ( الدكتاتوري) كأن سوريا وحدها دكتاتورية ، وبعد سقوط النظام كثرت الزيارات وتوالت البرقيات من الاشقاء والأصدقاء والجيران ، وهذه هي سوريا التي يريدوها ، والان تتعرض سوريا لحملتين من اخطر الحملات التي تواجه سوريا ،الإرهاب الالغائي الذي يريد اقصاء كيانات بشرية هي أساس الوحدة الوطنية ، وذلك بدواعي عدم تجانسها مع الفكر المتشدد ، وهؤلاء هم خليط بين جنسيات اجنبية وأخرى محلية ، ونتج عن غارات المتشددين الاف الضحايا في الشمال والوسط ومحيط العاصمة ، الحملة الثانية ، هي إسرائيلية بالتمام مسنودة بسكوت الغرب وامريكا ،وإسرائيل تريد تقسيم سوريا بدواعي الدفاع عن الدروز ، وهم براء منها مشايخ وجماهير ، أما الزائرون لهذه العاصمة العربية العريقة فهم كثر من عرب واتراك وغربيون وامريكان ، ومواقف كل هؤلاء لا تتعدى الاستنكار والشجب.

هنا تبر قضيتان أولهما ، إن مشكلة اغلب العقول العربية ، عندما تحتل موقعاً عبر القدرات الذاتية أو بواسطة الغرباء فأنهم يقصون كل ما قبلهم ، واقصاء الجيش السوري وقبله الجيش العراقي من وجوده في ساحة الدفاع عن الوطن ، وهما من اعرق جيوش المنطقة العربية ، واعتبر الذين اقدموا على ذلك انهم نجحوا ما سموه  اقصاء بقايا النظام السابق ، في حين هذان الجيشان لهما ارث تاريخي مجيد على الصعيدين الوطني والقومي ، وتعرفهما إسرائيل قبل غيرها . القضية الثانية عندما تعرض الجيش السوري للابادة في الإمكانيات والطاقات البشرية واللوجستية من قبل إسرائيل سكت الزائرون ، وقل مافعلوه إنهم لم يرضوا على هذا الفعل الإسرائيلي  .

هنا تبرز قضية ثالثة .. وهي لا يتصور احد من العرب بأن ما جرى من تدمير للجيش السوري من قبل إسرائيل يمكن أن لا يحدث لجيش عربي اخر إذ استمر السكوت العربي لهذا الحد ، فالساحة العربية برمتها مشمولة بالعدوان الإسرائيلي كلما سنحت الفرصة ، ولا يعتقد احد بأن العلاقات يمكنها أن تمنع العدوان ، وإنما ما يمنعه هو القوة الذاتية ووحدة الموقف العربي ، فإذا حاول البعض من تبييض وجه الإرهاب لا يستطيع البتة أن ينجو من وجه إسرائيل القبيح .

وهنا لابد من الإشارة بأن السكوت المخيف على مجازر إسرائيل في غزة هو الذي شجع هذا الكيان بالهجوم على سوريا وتحديد مناطق  مسموح بها وأخرى غير مسموح ، ولابد من التذكير نحن في عالم فقد انسانيته في غزة فكيف له ان يستفيق في سوريا ، فالموقف العربي إذا لم يتخذ من قوته سندا لوحدة اراضية وسلامة شعبه فهو سيكون في وقت لاحق ليس ببعيد عرضة للمشروع الشرق الأوسط الجديد ، الذي سيجعل من إسرائيل الحاكم الناهي في المنطقة ، فاخذروا مايجري في فلسطين وانتبهوا لما يجري في سوريا ، فتحويل الدول الى كانتونات هدف إسرائيل ورغبة أمريكا ، وانتم قادمون الى بغداد على العدو الباغي أن يعرف قوة موقفكم .

 

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 31
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2025/05/04 - 3:11 PM
آخر تحديث 2025/05/05 - 12:17 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 595 الشهر 5388 الكلي 10999392
الوقت الآن
الإثنين 2025/5/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير