قراءة في تآكل الثقة بالحكومة والنخبة السياسية
مجاشع التميمي
الكثير من المراقبين السياسيين يترددون في تقديم خطاب ايجابي او الإشادة بمنجز ، ففي العراق، تعود السلبية الواسعة في ردود الأفعال الإعلامية تجاه الحكومة والسياسيين إلى جملة من العوامل المتراكمة والمعقدة. أولها فقدان الثقة المزمن بين المواطن والطبقة السياسية، نتيجة عقود من الفساد، وسوء الإدارة، وغياب الخدمات الأساسية، ما رسّخ شعورًا عامًا بالإحباط وخيبة الأمل. الإعلام، بكونه مرآة للرأي العام أو أداة لتوجيهه، يعكس هذا الغضب الشعبي أو يستثمره في أغلب الأحيان.
ثانيًا، انقسام اغلب الإعلام نفسه وتسييسه من قبل الأحزاب، جعله يتحول إلى أداة للصراع السياسي، حيث يستخدم كثير من المنابر الإعلامية للهجوم على الخصوم وتصفية الحسابات، لا لنقل الحقيقة أو دعم المصلحة العامة. بالتالي، تسود اللغة السلبية والتشكيك، لا سيما في أوقات الأزمات أو الاستحقاقات الانتخابية.
ثالثًا، غياب الشفافية الحكومية وضعف التواصل الرسمي مع الشعب ووسائل الإعلام، يفتح الباب أمام الإشاعات والتحليلات غير الدقيقة، مما يعمّق النقد ويزيد من مساحة السلبية.
في المحصلة، تتغذى هذه السلبية من واقع سياسي مأزوم، وإعلام في غالبه منحاز، وشعب يئن تحت وطأة التحديات، ما يجعل الخطاب السلبي أكثر رواجًا وتأثيرًا من أي خطاب إصلاحي أو متفائل.