الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إستعداد المنطقة تحت وطأة الحروب

بواسطة azzaman

إستعداد المنطقة تحت وطأة الحروب

عمار مامند زيباري

 

التطورات التي يشهدها العالم من صراعات وانقسامات سياسية واقتصادية على مستوى المنطقة والعالم أصبحت أكثر وضوحاً ، مما يكشف عن تحديات كبيرة تواجه المنطقة.

وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة لإيجاد حلول لهذه التحديات ، إلا أن الأزمات لا تزال تتفاقم في ظل الظروف الراهنة، خاصة في الدول التي تعاني من أزمات أمنية، واقتصادية، وسياسية، واجتماعية، وطائفية. هذه الأزمات أصبحت عقبة رئيسية أمام عملية السلام والاستقرار والتنمية، مما يعرقل جهود تلك الدول في إنجاح عملية التحول الديمقراطي.

يعيش العالم اليوم، والمنطقة تحديدًا، حالة من عدم التوازن وغياب الاستقرار في ظل الأوضاع الراهنة، حيث لا تزال الأزمات قائمة بسبب عدم قدرة الدول الأعضاء في مجلس الأمن على اتخاذ خطوات عملية نحو تحقيق الاستقرار الإقليمي. ويواجه العالم والمنطقة تحديات كبيرة قد تؤدي إلى كارثة إنسانية في حال استمرار الفشل في حل المشاكل السياسية. التوتر والقلق لا يزالان يسيطران على المشهد، خاصة مع تصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وتوحيد الجبهات الإيرانية وميليشياتها في المنطقة من جهة أخرى، مما يشكل خطرًا كبيرًا على المنطقة. في المقابل، تسعى القوى السنية في المنطقة إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية، لا سيما في العراق وسوريا واليمن، بدعم من تركيا التي تواجه اليوم أزمة سياسية واقتصادية، إلى جانب دعم بعض دول الخليج العربي من خلال التعاون في مجالات مختلفة. هذه القضايا لا يمكن تجاوزها إلا بإحداث تغييرات جوهرية في المنطقة.

في هذا السياق، تبرز القضية الكردية كأحد الحلول المطروحة للأزمة السياسية، وسط صراع بين القوى العظمى في المنطقة والعالم. نظرًا لعدالة قضيتها وموقعها الجغرافي الذي يشكل حاجزًا أمام التدخلات التوسعية التركية والإيرانية، بات للكرد دور استراتيجي في المشهد الإقليمي. وعلى الرغم من أن الأنظمة الحالية تحاول الحد من صلاحياتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية، إلا أن القضية الكردية أصبحت عنصرًا مهمًا في توازنات المنطقة.

في العراق، يواجه الكرد تحديات كبيرة بسبب غياب آلية سياسية مشتركة وإطار سياسي شامل يضمن حقوق الشعب الكردي ويحمي مصالح البلاد. وعلى الرغم من استمرار المشاكل العالقة منذ عقود، تحاول الحكومة العراقية الجديدة حل الخلافات المتراكمة منذ عام 2014، إلا أن العقبات والمصالح السياسية تعرقل تحقيق أي تقدم في هذا الملف. ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق، تشهد الساحة السياسية محاولات جديدة من القوى المختلفة لحشد الرأي العام من خلال برامجها الانتخابية، في ظل المطالبات التقليدية بمنح الكرد مناصب معينة في التوزيع السياسي الذي أعقب عام 2003.

ينبغي على الأنظمة السياسية في الدول التي يتواجد فيها الكرد التراجع عن سياساتها القمعية والاستبدادية، التي أثبتت فشلها في التعامل مع القضية الكردية. فقد فرضت هذه الأنظمة ضغوطًا سياسية شوفينية ممنهجة، ما دفع الكرد إلى مواصلة نضالهم من أجل حقوقهم. في روجافا، لا تزال هوية الإدارة الذاتية غير واضحة تمامًا، في ظل غموض موقف الدولة السورية وعجز الحكومة الجديدة عن تنفيذ الإصلاحات السياسية وفق الاتفاقات المبرمة. ومن جهة أخرى، تستمر تركيا في استخدام القضية الكردية كذريعة لتحقيق أهدافها السياسية، من خلال شن هجمات متكررة بهدف كسب ود بعض الفئات الشعبية.

على المستوى الاستراتيجي، ومع التغييرات التي طرأت على أنظمة الحكم في المنطقة، قد يكون هناك تحسن في السياسات العامة تجاه الكرد. في تركيا، التي تعاني من أزمة مالية واقتصادية متفاقمة، ازدادت التحديات الداخلية مع تصاعد المظاهرات المؤيدة لأكرم إمام أوغلو، والتي قد تؤدي إلى أزمة سياسية أعمق إذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح. كل هذه العوامل قد تساهم في دفع القضية الكردية نحو تحقيق أهدافها المنشودة، بما يضمن حماية الكرد من التهميش الذي تعرضوا له في الماضي، حين احتكرت الأنظمة الحاكمة السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية على حساب حقوقهم.


مشاهدات 46
الكاتب عمار مامند زيباري
أضيف 2025/04/13 - 4:50 PM
آخر تحديث 2025/04/15 - 12:07 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 562 الشهر 14399 الكلي 10595046
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/4/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير