(الزمان) آيقونة كل الأزمنة
سامر الياس سعيد
قبل 28 عاما بالتحديد انطلقت جريدة الزمان عبر مؤسسها الاعلامي القدير سعد البزاز لتضحي تلك الجريدة التي صدرت في المنفى صوتا لكل العراقيين ومراة لاوجاع عراقيي الداخل ممن كانوا يتلظون باوار الحروب والازمات ولتعود معانقة الوطن بعد تاريخ انطلاقتها بعد نحو ستة اعوام لتكون صوت العراقيين وعاكسة احزانهم واوجاعهم..
لقد ابرزت جريدة الزمان عبر كل تلك المحطات والحقب التي مرت بها انها الة توثيق الوطن وسفر مفعم بكل صغيرة وكبيرة عما جابهه العراقيون سواء من خلال سنوات الظلموالطغيان التي عاشوها قبل عام 2003 وما بعد عام التغيير وعلى وقع الحرب الطائفية مسلسل الاستهداف اليومي وحجم واعداد السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي كانت تهدر الدم العراقي منبتتة في شوارعه ازهار الدم الحمراء لابرياء فقدوا حياتهم ايمانا لكي يعيش الوطن.
ويكفي بالزمان ان كتاب التاريخ وقفوا امام احرفها وسطورها انصاتا كونها ابرزت الحقيقة عبر كتابها ومؤرخيها متابعة كل ماجرى في اروقة الوطن لتكون ايقونة العراق الناطقة حيث اضحت صحيفة العراقيين الاولى ورفيقة مائدتهم الاولى عبر وجبة افطار الثقافة التي تبدا بصفحتها الاولى التي تتداول الشان المحلي وما يشهده البلد من ازمات ومظاهرات تنادي بانصاف المظلوم وكانت اغلب تلك التغطيات بمثابة سبق صحفي او ريادة صحفية عرفت من خلالها الزمان حيث ينتظر الناس اطلالة الزمان لكي يتبينوا خيوط الصدق من خلال متابعاتها فهي مثل نظيرتها الشرقية اول من تنقل الخبر واخر من تسكت عن متابعة كواليسه وخفاياه لتنقل لمتابعيها الخبر الاكيد بالتاكيد.
وبعد كل تلك المحطات اصبحت (الزمان) ذو الـ28 عاما مكتنزة بحب الناس ذوسمة تصميمية تبرز سرها الجميل بين نظيراتها من صحف العراق تماما كفتاة تمر في هذا العمر لتحمل كل سمات القوام الممشوق والعذوبة العراقية البالغة المرتكزة على ثقافة واعية.
وجولة بين صفحات (الزمان) في اصدارها اليومي تبين مديات الجهد المبذول من قبل كادر التحرير لاعداد تلك الصحيفة التي باصدارها اليومي تثبت بما لايقبل الشك بان الصحافة الورقية لاتموت وان قراء الومان بلغوا عهدا لاينقطع مع تلك الصحيفة لاتوقفه تقنيات العالم والمكتبات التي تضع الزمان على واجهاتها وكانها تدعو القراء بكونها تمتلك مفتاح المتابعات الاكيدة والتغطيات الموسعة فلذلك بـ(الزمان) رائحة الورق المطبوع له نكهته.
تنثر الزمان بعد كل تلك الاعوام لمتابعيها باقات من المحبة فهي بكل عدد من اعدادها اليومية تمد جسورا للتواصل وترسخ لعلاقة متينة بين الكاتب والقاري ويكفي بان تعلن عن هويتك بكونك تكتب في (الزمان) ليقابلك الاخر بتحية مسبوقة بتحية عائلة الزمان التي تشكل ذلك النسيج الجميل بين الاجيال فحتى الرواد يقدمون لاقرانهم من المتدربين خبرات وتجارب تنيف على عقود لتكون بوصلتهم الحقيقية في عالم الصحافة الجميل والوعر لاسيما بكونه بلاط صاحبة الجلالة.
قالوا قديما بان الاعلام هو السلطة الرابعة لكننا نقول بان (الزمان) ملكت بكتابها القلوب لتشكل صونا لتلك السلطات التي مزجت بين التنفيذ والاجراء وكل ما يتعلق بتنوير الاجيال عما مطلوب منها.