ظاهرة غير مسبوقة

نوفل الراوي

كثيرة هي المخالفات التي تؤشر في مجتمعنا العراقي .. وحين تصدر عن شخصيات بسيطة يصبح التعامل معها بحكم الأمر الهين ، أو الأمر الذي يمكننا غض الطرف عنه او تجاهله لانه في المحصلة النهائية يبقى فعلا صادرا عن شخص ربما ينقصه الوعي واتباع الحكمة من اي تصرف يصدر عنه ؛ لكن حين يخطأ المسؤول ، ويكرر خطأه بتعمد هنا ينبغي أن ترتفع بوجهه الأصوات المنددة كما توجه إليه أصابع الاتهام كونه تجاوز الحد ، و أساء للذوق .. أحرر هذه السطور و أنا أرى كما يرى غيري ذاك أن ظاهرة غير مرحب بها بدأت تنتشر في شوارع مدننا ،  والتقاطعات الرئيسة وهي تظهر صور  سياسيين فشلة ، و  عدد من الطامحين للوصول الى (برلمان) قادم لا أحد بمقدوره أن يتصور  من اي رحم سيولد ؟ .. وكم  من الوقت سيحتاج كي يبصر المنطقة الخضراء؟ .. صور بأحجام متفاوتة تتنافس فيما بينها علها تجد من يهتم بها ويجول بنظره إليها كي تستعيدها ذاكرته لحظة دخوله مركز الاقتراع ..!!..ناس لم تقدم شيئا لجمهورها سوى هذه الجداريات  و تريد أن يقتنع الناخب بوعودها المكذوبة !!.. ناس تدعي انها من فرسان الاعمار ، و اخرى تلوح من بعيد بملف المهجرين و المغيبين و الشهداء و ينتهي اللقاء بوعود باطلة ثم تناول ( منسف الهبيط) على شرف الخدوعين بهذا الخطاب او ذاك ..

و شخص وحيد مثل عبد القادر الدخيل الذي يشغل منصب محافظ نينوى اشهد أنه غير راض بانتشار صور هواة السياسة والوصول إلى ثمرتها حين اوعز برفع صوره كلها من شوارع الموصل في رسالة واضحة للبقية على أن هذا السلوك ينافي الذوق العام ، وقد جاء في غير أوانه.. بل لا مبرر له على الإطلاق ومن المؤكد أن الدخيل بدأ في نفسه ويطمح بإزالة كل الصور المماثلة ، والاستعاضة عنها بملامح جمالية تعكس صورة الموصل البهية ..

وبعيدا عن التقييمات المسبقة .. هل سينجح محافظ نينوى بمسعاه هذا ام سيجابه العراقيل من المنتفعين منها ؟؟ .. أرى وجوب أن يقف الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني معه لأنه ليس من المنطقي أن تستقبل شوارعنا مئات الجداريات لانتخابات لا نعرف عنها شيئا للان