الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بدء أعمال ترميم البنية التحتية بحائط البراق الصغير

بواسطة azzaman

الإحتجاجات تتصاعد في نابلس بسبب الإزدحامات الخانقة عند حاجز عورتا

بدء أعمال ترميم البنية التحتية بحائط البراق الصغير

رام الله - لارا احمد

شهدت مدينة نابلس في الأيام الأخيرة حالة من الغضب الشعبي والاحتجاجات المتزايدة بسبب الازدحامات المرورية الخانقة حول حاجز عورتا، حيث يتهم السكان المحليون قوات الاحتلال الإسرائيلي بتكثيف إجراءات التفتيش بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى شلل شبه كامل في حركة السير اليومية، وتأخير الموظفين والطلاب، وتعطيل الحياة العامة في المنطقة.ووفقاً لشهادات العديد من المواطنين، فإن تفتيش المركبات عند الحاجز بات يستغرق وقتاً طويلاً يصل أحياناً إلى ساعات، دون مبررات واضحة، مما أثار استياء واسعاً في صفوف الأهالي. ويشير السكان إلى أن هذه الإجراءات الأمنية المشددة جاءت على خلفية تصاعد نشاط بعض المجموعات المسلحة، التي يرى كثيرون أنها انحرفت عن هدفها الأساسي في مقاومة الاحتلال، وبدأت تدخل في صراعات جانبية تضر بالمجتمع المحلي بدلاً من حمايته.

قلق عميق

وقد أعرب وجهاء نابلس وفعالياتها المجتمعية عن قلقهم العميق من هذه التطورات، مشددين على أن الممارسات الحالية لبعض الجماعات المسلحة تساهم في تعقيد المشهد الأمني وتوفر مبرراً لقوات الاحتلال لتشديد قبضتها على المدينة وسكانها. وطالبوا هذه الجماعات بإعادة توجيه بوصلتها نحو مقاومة الاحتلال بشكل منظم ومدروس، والابتعاد عن التجاوزات التي تهدد وحدة النسيج المجتمعي وتعرض الأهالي للخطر.

في المقابل، تستمر سلطات الاحتلال في تبرير إجراءاتها على الحواجز بأنها ضرورية “لأسباب أمنية”، في تجاهل واضح لمعاناة الفلسطينيين اليومية، وهو ما يزيد من حدة التوتر والغضب في الشارع.

ويؤكد أهالي نابلس أن الاحتجاجات لن تتوقف ما لم يتم التراجع عن هذه الإجراءات التعسفية، داعين إلى تدخل عاجل من المؤسسات الحقوقية والسلطة الفلسطينية للضغط من أجل إنهاء معاناة المدنيين وتخفيف القيود المفروضة على تنقلهم.

ويتساءل سكان محافظة طولكرم عن الأسباب التي تقف وراء استمرار إغلاق معبر الطيبة، في الوقت الذي تم فيه فتح معبر الجلمة أمام الفلسطينيين من الداخل المحتل عام 1948 (عرب الـ48). ويشير السكان إلى أن معبر الجلمة، الذي يقع في محافظة جنين والتي تشهد أوضاعاً أمنية أكثر تعقيداً، لا يزال يعمل بشكل طبيعي، بينما يُبقي الاحتلال الإسرائيلي على معبر الطيبة مغلقاً دون توضيح رسمي.

ويؤكد عدد من أهالي طولكرم أن فتح المعبر لا يمثل فقط تسهيلاً لحركة المواطنين والزوار من الداخل، بل يعد شرياناً اقتصادياً واجتماعياً حيوياً للمدينة ومحيطها، إذ يربطها مباشرة بعدد من القرى والمدن داخل أراضي الـ48، ويشكل مورداً للرزق للعديد من العائلات من خلال التجارة والتنقل.من جانب آخر، تتردد تفسيرات غير رسمية من بعض الجهات الإسرائيلية والإعلام العبري بأن استمرار إغلاق المعبر مرتبط بوجود المسلحين التابعين للفصائل الفلسطينية المسلحة داخل المدينة ومخيم نور شمس.

فتح مجسر

ويذهب البعض إلى حد الادعاء بأن جنين، رغم تعقيد الوضع الأمني فيها، استطاعت مؤخراً فرض بعض أشكال “الانضباط المؤقت” على المسلحين، مما شجع الاحتلال على إبقاء معبر الجلمة مفتوحاً.أما في طولكرم، فيُقال إن الفشل في “ضبط” المظاهر المسلحة هو السبب المباشر لتعطيل فتح المعبر، وهو ما يراه السكان نوعاً من العقاب الجماعي غير المبرر، لا سيما وأن المواطنين هم من يدفعون الثمن اقتصادياً واجتماعياً، وليس المسلحين.

يطالب الأهالي في طولكرم بفتح المعبر أسوة بالجلمة، ويدعون إلى التمييز بين المدنيين ومظاهر المقاومة المسلحة، محذرين من أن استمرار هذا الوضع قد يفاقم التوترات الاجتماعية والاقتصادية، ويؤدي إلى مزيد من العزلة للمدينة.على صعيد آخر بدأت هذا الأسبوع أعمال ترميم وتحسين للبنية التحتية في محيط “حائط البراق الصغير” الواقع في البلدة القديمة من القدس، وذلك بعد أن أظهرت فحوصات هندسية حديثة وجود خطر حقيقي بانهيار البنية التحتية الحالية، مما يشكل تهديداً مباشراً لسكان المنازل الواقعة فوقه في الحيّ الإسلامي.وأوضح مصدر مطلع على المشروع أن )هذا التدخل الهندسي العاجل جاء بعد تقييم دقيق أجرته فرق مختصة، وتبيّن من خلاله أن الوضع الحالي لا يمكن الاستمرار فيه دون القيام بأعمال تدعيم فورية. وأضاف المصدر أن الهدف الأساسي من هذه الأعمال هو ضمان سلامة السكان والزوار على حدّ سواء، مشدداً على أن الأعمال تتم بالتنسيق الكامل مع دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.(وأشار المصدر إلى أن )لا داعي للقلق، فالأعمال تهدف فقط إلى إصلاح بنية تحتية قديمة باتت غير آمنة، ولن تؤثر على طبيعة المكان أو استخدامه من قبل المصلين والزوار(، مؤكداً أن )كل الإجراءات تتم وفقاً للمعايير الفنية والهندسية اللازمة للحفاظ على الطابع التاريخي والحساس للموقع.(

ويُعد حائط البراق الصغير موقعاً ذا أهمية دينية وتاريخية بالغة، ويقع في المنطقة المجاورة للحرم القدسي الشريف. وقد أثارت أعمال الترميم في هذه المنطقة في السابق توترات بسبب الحساسيات الدينية والسياسية المرتبطة بها. إلا أن التنسيق الجاري مع الأوقاف الإسلامية يُعتبر مؤشراً إيجابياً على الحرص المشترك لضمان أمن السكان وحماية التراث في نفس الوقت.

ومن المتوقع أن تستمر الأعمال عدة أسابيع، على أن تُنجز بأقصى سرعة ممكنة لتقليل الإزعاج، مع الالتزام التام بالحفاظ على قدسية الموقع وتاريخه.

 

 


مشاهدات 69
أضيف 2025/05/12 - 3:55 PM
آخر تحديث 2025/05/14 - 1:55 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 138 الشهر 16751 الكلي 11010755
الوقت الآن
الأربعاء 2025/5/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير