صوموا تصحّوا.. إرتفاع ضغط الدم إنموذجا

جاسم مطشر العزاوي

ضغط الدم، من أمراض جهاز الدوران المزمنة الشائعة عالمياً.. ليس له أعراض، برغم شدة مضاعفاته على القلب والأوعية الدموية، حيث تظهر المضاعفات تدريجياً.. غير منظورة، وإذا أهملت تؤدي الى طيف من متلازمات مرضية قد يصعب علاجها في الحالات المتقدمة.وإستنادا إلى إحصاءات منظمة الصحة العالمية، يبلغ إنتشاره بين البالغين فوق ثلاثين عاماً، ملياراً وربع المليار؛ لذلك حددت السابع عشر من آذار يوماً عالمياً لإرتفاع ضغط الدم.فيزيائياً.. القلب يضخ الدم في أنابيب محكومة بقوانين حركة السوائل في الأنابيب، وهي عملية فيزيائية، تعرف بـ”القوة” التي يفرضها السائل على جدار ذلك الأنبوب عند اندفاعه فيه، مؤثراً ومتأثراً بالعوامل المحيطة التي تخص السائل وحركته والأنبوب، من حيث قطره وسرعة السائل و كثافته وعمود إرتفاع السائل، وهناك قانون فيزياوي خاص (قانون برلوني) يقيس معادلة سرعة السائل وكثافته والإرتفاع والجاذبية الأرضية، وله تطبيقات في الصناعة والعمليات التي يوجد فيها أنبوب وسائل يجري داخله.وفي ما يخص ظروف الصوم بالنسبة لمرضى الضغط، ونحن في الشهر الفضيل، فإننا نحتكم الى الآية الكريمة :بسم الله الرحمن الرحيم.. “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر” صدق الله العلي العظيم.علاقة الصوم بمرض السكري مثلا، معقدة و فيها قرار طبي مطلق، هو الإعفاء من الصوم! أما في حالة إرتفاع ضغط الدم فليس هناك قرار أولي لمنع الصيام؛ لأن أغلب الحالات آمنة إذا إتبع المريض الإرشادات والتوصيات الغذائية الاتية  :

أولاً: إذا كان ارتفاع الضغط مسيطرا عليه و في مستوياته الطبيعية وتحت المعالجة والعقاقير أو طرق العلاج التقليدية الاخرى ولا توجد وجبة دواء نهارية.

ثانياً: ليس له مضاعفات قد تؤثر على صحة القلب والكلى والعيون الدماغ وغيرها .

ثالثاً: الإلتزام  بالغذاء الذي يوصي به الطبيب و أن لا يسيء لصومه وصحته.

رابعاً: عدم تناول الأملاح والدهنيات والحلويات والسكريات.

خامساً: تناول كمية السوائل المقررة من الطبيب.

سادساً: قياس الضغط مرتين باليوم على الأقل و قطع الصيام عند وجود ارتفاع في الضغط و مراجعة الطبيب.

سابعاً: الإبتعاد عن الإجهاد والقلق والأعمال القاسية.

ويمنع الصوم في حالات الإرتفاع أكثر من 180/ 110 ووجود مضاعفات متقدمة، والتعرض إلى مضاعفات في صوم سابق، ووجود جلطات دماغية أو قلبية سابقة، وإذا وجدت حاجة لتناول دواء نهاري، وتضافر  أمراض أخرى مثل السكر والقلب والصدر.

طبياً ينصح الصائم.. مريض الضغط، بتهيئة المعدة للإفطار قبل تناول الغذاء، بتناول عدد من تمرات، بعدها ماء معتدل والإنتظزار عشر، وتوزيع الوجبة بين نشويات ولحوم دجاج أو سمك او لحم ضأن وخضروات طازجة .

يشترط ألا تمتلئ المعدة وألا يُشرب الماء مع الإفطار، وبعد نصف ساعة من إتمام الإفطار، يشرب 1.5 لتر من سوائل تنتهي قبل السحور بعشر دقائق، مع وجبة خفيفة بين الإفطار والسحور.. فواكه وكرزات أو مشتقات الحليب.

أما السحور فتكون من تركيبة غذائية كالإفطار، وأؤكد على خلو الطعام من الأملاح والدهون والحلويات المصنعة و السوائل المحلاة .

في حال أي عارض صحي يجب قطع الصيام فوراً؛ لأن العواقب وخيمة في حال الإستمرار.

 طبيب إختصاص باطنية و قلبية