الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
‏هل سيندم أردوغان لاستحواذه على السلطة.

بواسطة azzaman

‏هل سيندم أردوغان لاستحواذه على السلطة.
محمد حسن الساعدي 


‏بعد أيام من إلقاء القبض على أبرز منافسي أردوغان في الانتخابات التركية عمدة اسطنبول أكرم اوغلو وسجنه، وإزاحته فعلياً من السباق فان مثل هذا العمل البلطجي يعكس حالة القمع السياسي الذي تنتهجها حكومة أردوغان أمام منافسيها ما يعني أن تركيا تقدمت خطوة أخرى نحو الدكتاتورية والاستبداد ‏ضد الخصوم والذي يجعل خصومه يزدادون اكثر فأكثر ‏وتأتي خطوات الاستبداد من خلال حرصه على إزالة القيود عن سلطته والتلاعب بمؤسسات الدولة لمنح مزايا لحزبه في الانتخابات القادمة وتجعلهم يتفردون بالقرار السياسي للبلاد بالمقابل فإن المعارضة التركية سعت إلى تقديم مرشحين أقوياء قادرين على التنافس أمام أردوغان.
‏حرص أردوغان على إزالة العوائق والقيود أمامه سلطته والسيطرة على مؤسسات الدولة كافة،فخلال عقدين من حكمه فكك المؤسسات الديمقراطية في تركيا معززا فيها سيطرته على نظام الحكم بعد محاولة إنقلاب فاشلة قادها عدد من الضباط العسكريين عام 2016 ما جعله يسعى إلى إخضاع القضاء التركي إلى سلطته عبرة طرده الاف القضاة واستبدالهم بموالين له إذ كانت مهمتهم ‏على ملاحقة خصومه وإدارة حملات القمع التي كان يمارسها ضدهم وإلى تكميم وسائل الإعلام إذا وحسب التقارير الخبرية فإنه أكثر من 90% من الشركات الموالية لحكومة اردوغان تقود مؤسسات إعلامية بالإضافة إلى ملاحقة الصحفيين المستقلين و بشكل روتيني ومستمر و السيطرة الكاملة على مؤسسات الدولة كافة ‏من خلال تعميق دور الدولة العميقة التي تدير البلاد في الظل وملاحقة منافسيها الأكثر شعبية.
‏النظام السياسي التركي بدا مشوه تماما ولا يملك مقومات النظام الديمقراطي خصوصا في ظل حكم أردوغان وملامح الحزب الواحد أصبحت واضحة في الادارة والحكم ولكن في نفس الوقت هناك معارضة قوية يمكنها خوض الانتخابات بثقه وشجاعة وتنافس أمام أردوغان والذي أمسى ويبقى ضعيفا لذلك يلجأ إلى لغة أقصاء المعارضين خصوصا الذين يتفوقون عليه من حيث الشعبية ومن حيث الأرقام في صندوق الاقتراع وقد يلجأ ‏في بعض الأحيان إلى محاولة التشكيك في نتائج الانتخابات التي يحصل فيها المعارضون على أعداد اكبر وربما يذهب إلى أكثر من ذلك بإعادة الانتخابات في المدن التي فيها نتائج المعارضة تكون كبيرة لمحاولة في تغيير النتائج لصالحه.
‏المشكلة الأكبر التي تواجه أردوغان هي اقتصاد تركيا المتعثر الذي يتدهور فيه منذ عام 2018 بعد سنوات من السياسات الغير التقليدية التي تبناها فقد سعى إلى إلغاء شهادة منافسه "أمام أغلو "والذي بالتأكيد سوف تكون إحدى معوقات ترشحيه للرئاسة بالإضافة إلى اتهامه بالارهاب والتي أصبحت صعبة ولا تعيده إلى رئاسة بلدية اسطنبول من جديد ،وهو بذلك يمارس لعبة خطيرة عبر خوضه الانتخابات القائمة أمام خصم يضعه لنفسه ويؤمن على سلطته وحكمة إلى الأبد وبذلك سيمنع من الملاحقه القانونية والمسألة، كما ان البيئة الدولية المتساهله عنصر مساعد، وان عودة ترامب إلى البيت الأبيض شجعت هذه التصرفات و الأساليب الغير قانونية التي مارسها ضد منافسيه، فهو لا يخشى من سطوة ترامب،خصوصا وأن الاخير لديه ملفات كبيرة وشائكة أهمها الملف النووي الإيراني وأوكرانيا وغيرها من مشاكل تجعله لا ينظر إلى الملف التركي على انه أولوية.
‏الأوروبيين بشكل عام على استعداد لتجاهل سطوة أردوغان أمام قربهم منه على حساب التقارب الأمريكي الروسي، أمام ثقة أردوغان بنفسه والتي قد تكون في غير محلها ففي أي محاولة لإقصاء منافسيه وآخرها "أمام أوغلوا " تأتي النتائج عكسية بشكل مذهل خصوصا وأن الشعبية التي يحظى بها اوغلو تؤهله ليكون منافسا قويا لانه طموح أردوغان أن يكون مثل بوتين لا يمكن له أن يتحقق لأن تركيا ليست روسيا وأردوغان ليس بوتين فروسيا دولة مزدهره في المعادن وثروات والصناعات عكس تركيا التي يعتمد جزء كبير من اقتصادها على الاستثمار الأجنبي واللذين بدوا بالخروج والهروب من استبداد النظام التركي والسيطرة على مقدرات تركيا وحركة الاقتصاد والاستثمارات فيها ما يعطينا قراءة واضحة إن خطوات أردوغان نحو نهايته باتت قريبة ‏وان سقوطه بات وشيكاً كان على يد الشعب التركي نفسه.


مشاهدات 152
الكاتب محمد حسن الساعدي 
أضيف 2025/04/12 - 2:47 AM
آخر تحديث 2025/04/12 - 8:33 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1055 الشهر 11436 الكلي 10592083
الوقت الآن
السبت 2025/4/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير