الهيبة والاحترام للطالب
صلاح الدين الجنابي
الجامعات تضع معاملة الطالب بهيبة واحترام في مقدمة قيمها التي تحرص على تعليقها على الجدران وترسيخها كثقافة سميكة يتقنها أعضاء هيئة التدريس القدماء ويتدرب على تبنيها التدريسيين الجدد ليظهر اثرها اعترافا اجتماعيا بالتقدير والعرفان والاجلال لكل من يعلم الحرف وصولا للتخصص وترسيخا لقيمها النبيلة وصولا للرقي والازدهار الأخلاقي في جميع التعاملات المجتمعية والعمليات الرسمية وغير الرسمية، وهي الغاية الأسمى والرئيسة للتعليم.
هناك تجاهل كبيرة وخطير في الجامعات الحكومية وفوضى مدمرة في الجامعات الأهلية وضعت الكثير من الممارسات والألفاظ غير الأكاديمية في دائرة الضوء وحولتها الى ثقافة أكاديمية سرطانية (لا تبدا بسماع الطالب الفاظا تخدش السمع من التدريسي (اطلع بره، ولك، لا تلغي، عدم احترام الراي المخالف، ………) ولا تنتهي بتدخل المتابعة أو الأمن الجامعي أو الحراس بشؤون الطلبة أو الكلام مع الطالب بما لا يعنيهم (لا يجوز تدخل افراد الأمن او المتابعة في التحقيق مع الطالب او نصحه او غير ذلك، هذه المهمة حصرية لمن يحمل لقب علمي أكاديمي مستوفي لجميع الشروط)) انتقلت الى خارج أسوار الجامعة أجبرت أولياء الأمور على التعامل مع مواقف وأحداث يهان بها الطالب ويعامل بعدم احترام من قبل بعض رؤساء الجامعات أو العمداء أو رؤساء الأقسام أو الأساتيذ، اذ يحاولون اجبار الطالب على التنازل أو الاعتذار القسري أو الضغط النفسي على فعل لم يرتكبه الطالب مقابل عدم التعسف أو الفصل الذي يهدد به القادة الاكاديميين غير المهنيين مما يرسخ ثقافة الابتزاز والتحايل والغش والفساد والانتقام وغيرها من السلوكيات السرطانية المريضة التي ترسخ في نفس الطالب نتيجة هذه الأفعال ومنهم تنتقل الى المجتمع لتنعكس في مهنهم وحياتهم اليومية ومعاملاتهم الرسمية وغير الرسمية وهذا تدمير ممنهج للمجتمع تمارسه الكليات الأهلية التي لا تمتثل للمعايير الأكاديمية المعتمدة وتسكت عنه الجامعات الحكومية التي حصل رؤسائها وعمدائها على مناصبهم بالمحاباة أو الزبائنية أو الطرق غير الأكاديمية دون تدقيق ورقابة واضحة واستباقية لعمليات الاختيار والتعيين ولا محاسبة لاحقة للممارسات والأفعال غير الأكاديمية المشاهدة والواضحة والملموسة.
للأسف هذه ممارسات خطيرة قد تكون مخفية ولكنها تؤدي الى طمس الثقافة الأكاديمية والمجتمعية الأصيلة وظهور ثقافة مرضية سرطانية دخيلة ابطالها الرؤساء والعمداء ورؤساء الأقسام والأساتيذ اللاهثين وراء المال والمناصب ورضا المستثمر.
فائدة مجتمعية: عندما تظهر ثقافة مريضة في الجامعات يجب ان تستنفر جميع السلطات الرسمية وغير الرسمية لايقاف الاضطراب وتصحيح الجريان وابعاد الأشخاص وبحث والأسباب.
#الطالب اليوم رئيس ووزير وقاضي وطبيب ومهندس ومعلم الغد، معاملته أو معاملة زميلة دون معايير أكاديمية واضحة ومعلنة تطبق بأمانة واخلاقيات مهنية مرموقة يؤدي الى افساد المهن والمجتمع بممارسات والفاظ تدمر القيم وتظهر سلوكيات تعكس الأثر السلبي للمؤسسات الأكاديمية.