أمريكا ودونالد ترامب والشاعر ألن غينسبيرغ
غزاي درع الطائي
سمع العالم أجمع ورأى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تولى ولايته الثانية في العشرين من الشهر الماضي، وهو ينثر تصريحاته المثيرة للجدل يمينا ويسارا وقريبا وبعيدا، ويستعرض عضلاته على نحو مفضوح، ويهدِّد الدول ويبتزُّها بطريقة هوليودية مكشوفة للعيان، ضاربا عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية التي تدعو إلى احترام الآخر والعيش بسلام وإقامة العلاقات المتبادلة المتكافئة المرتكزة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وامتدت غطرسته وعنجهيته المثيرة للاشمئزاز الدولي من كندا إلى غزة، ومن غزة إلى كرينلاند، ومنها إلى المكسيك وبنما، ومنهما إلى الصين، وأخيرا إلى أوكرانيا ورئيسها زيلنسكي، ولا يُستبعد أن تمتد في الأيام القادمة إلى دول ومناطق وأقطار أخرى لم يجرِ ذكرها حتى اليوم، وفي هذا الوقت الذي يمارس فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غطرسته وعنجهيته وأحلامه التوسعية التي تبعث على الاشمئزاز، وتهديداته التي تسعى إل هدم الاستقرار العالمي ، بحجة استعادة عظمة أمريكا، وجعلها تعيش العصر الذهبي، عادت هذه الأيام إلى الأضواء قصيدة الشاعر الأمريكي الشهير ألن غينسبيرغ (1927 ــ 1997) التي عنوانها (أمريكا)، والتي كتبها عام 1956، في السنوات التي كانت فيها المكارثية الأمريكية تهدد بسيفها المسلط على المثقفين وأصحاب الرأي فاتحة أبواب الإرهاب الفكري على مصاريعها، وهذه القصيدة تُظهر أمريكا على حقيقتها وبكامل عُريها، وهذا مقطع مها:
ــ (أمريكا، لقد أعطيتُكَ كلَّ شيءٍ
وأنا الآن لا شيء.
أمريكا، متى سننهي الحرب على الإنسانية؟
أمريكا، اذهبي فضاجعي نفسك بقنبلتك الذرية
لا أشعر بأنَّ حالتي حسنة فلا تزعجيني
متى ستخلعين ثيابَكِ؟
متى ستنظرينَ إلى نفسِكِ من خلالِ القبر؟
أمريكا، لماذا تمتلئ مكتباتك بالدموع؟
أمريكا، متى ترسلين بيضك إلى الهند؟
لقد زهقتُ من مطالبك المجنونة)،
ونتوقف هنا لنقول: يا ألن غينسبيرغ لست وحدك من زهقتَ من مطالب أمريكا المجنوبة، بل العالم كله زهق من مطالبها المجنونة.