الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لماذا لا يعبأون بالتهديدات والأخطار؟

بواسطة azzaman

لماذا لا يعبأون بالتهديدات والأخطار؟

عبد المنعم الاعسم

 

التهديدات الخارجية لسيادة العراق جدية، بل واكثر مما تعنيه اللهجات الحاملة لرسائل وتصريحات وايحاءات وتسريبات قادمة من وراء الحدود، في حين يلاحظ المراقبون انعدام اهتمام وتحسّب واحترازات حيال هذه الاخطار، بل ثمة تخبط في الاجراءات، او في ما ينبغي من اجراءات، تطمئن الشعب الى احتواء الزلزال، بين الخطاب الرنان الرسمي عن الاقتدار وتهوين المخاطر، وبين تصريحات وخطب الزعامات النافذة عن الثقة الفارغة في كسب المعركة، وكلاهما، الموقف الرسمي وحواضنه، ينكران وجود خطر، ويمضيان في سياسة كارثية كانت قد اوصلت العراق الى محطة الوصاية لكل من هب ودب من الدول. المشكلة الأضافية التي تواجهها الازمة تتمثل في اندفاع سياسيين تحدّروا عن مصادفات القدر الى الزعامة والتزعم عبر تحشيد الاعوان من القبيلة والعائلة والاُجَراء  للايحاء انهم يمثلون الرأي العام، فيصطف انفار من هؤلاء الاخيرين  على جانبي الطريق الذي يمرّ خلاله «زعيم الصدفة»  ويهللون ويكبرون لافتين نظر المارة (او مثيرين لسخريتهم) الى المنقذ الذي سيلوي عناق السباع، ويجمع ما بين حركة الانواء تحت لواء قواته الضاربة.. وليس في الامر سرا بان لهذا الهوس حسابات في السياسة والنافذين فيها واخرى في المال الحرام، وثالثة في التسويق الى خارج الحدود، ورابعة وهو الاخطر المتاجرة بمستقبل البلد.  على سطح هذه الظاهرة المنحرفة، الدراماتيكية كلام كثير عن شروط الزعامة والتزعم، كمفصل من مفاصل علم السياسة الذي يؤكد على الاهلية الذاتية والتفويض الشعبي، وعمق المعارف في الازمات وحلولها، والبراءة من الولاء للدول والمشاريع الخارجية، أو قل البراءة من ظنة الميل الى مشاريع متصارعة، وثمة في تجارب الزعامات التاريخية العالمية مجلدات من الكتب عن اشخاص شبّوا من قاع المجتمع الى الصف الاول من دون رديف قبـَلي او منهوبات مالية او رصيد طائفي، وثمة دول وشعوب قدمت للبشرية امثلة ساطعة، الهند مثلا، إذْ كانت تشبه حالنا الآن من وجوه كثيرة، سوى ان هناك زعيم ملهم يأكل من معزة ترافقه اينما حل، ولم يكن ليحتاج الى حمايات وسيارات مصفحة تفتح له الطريق، فيما كان على اراضي الهند  (آنذاك)اقوى دولة استعمارية في العالم، وكان السكان وأتباع الطوائف المحلية والاحزاب التي تنتحل تمثيلهم، كما هو الحال عندنا، يمارسون العنف كل من موقعه وذرائعه.  ربما نحتاج الى دورة في التاريخ لكي نكتشف  حينها بان العراق كان قد غط في غيبوبة مخيفة حين تصدر مسرح السياسة اصحاب شأن تركوا البلاد وشأنها الى المجهول.

 

 

 


مشاهدات 131
الكاتب عبد المنعم الاعسم
أضيف 2025/02/27 - 12:09 AM
آخر تحديث 2025/02/27 - 7:14 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 158 الشهر 14741 الكلي 10460112
الوقت الآن
الخميس 2025/2/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير