مهرجانات أفلام في الموصل وواسط في بلد بلا سينما

وزارة الثقافة تبذّر الأموال و تتفاخر بالوهم

لندن  - عدنان ابو زيد

حقق مقال الدكتور فاتح عبد السلام في صحيفة (الزمان) – طبعة لندن – تفاعلًا واسعًا بعد انتقاده لمهرجان السينما الذي أُقيم في مدينة مدمَّرة، لا توجد فيها دور عرض سينمائي. وقال عبد السلام: وزارة الثقافة تذهب دون قراءة أو كتابة، وكحاطب ليل، إلى تنظيم ما أطلقت عليه مهرجـــــــانًا دوليًا، لم تتوافر في لجنتـــــــه التحضيريــــة أي خبرة متلاقحة مع المهرجانات الدولية فـــــــي عواصم السينما العالميـــــــــــــة. وأضــــــــــــاف: الفعاليــــــــــــات الثقافية لا تهبط من أعلــــــى إلى أسـفل لتلميـــــــع اسم وزير أو مسؤول، وإنما تنبثق من معطيات داخلية أفقية متدرجة تتناسب مع المساحات الثقافية والاجتماعية العامة في مدينة كبيرة. وفي تعليق على المقال، كتب علي حسين الزرقي: كيف لمدينة عظيمة تُعدّ أساس البناء الحضري في العراق ألّا يكون فيها دور سينما أو صناعة سينمائية حقيقية، ثم فجأة يُنظَّم فيها مهرجان دولي؟. وتابع: أنا ممن شهدوا هذا التناقض والاستخفاف والتجهيل في عمل وزير يحمل اسم الثقافة والسياحة والآثار. وقد انتقدت بعض السلبيات، ومنها تجاهل الفنانين في نينوى، وحصر التكريم فقط بنقيبهم بعد طول عتب ومجادلات. واستطرد قائلًا: كما فوجئت بأحد المشرفين على المهرجان يكتب على تويتر: (ومحسن العلي منو؟) في إشارة إلى أنه موصلي، بينما يعرف الجميع أنه بعيد عن الموصل ويُعدّ من فناني العاصمة. وأضاف: بالأمس قرأت على فيسبوك، وفي طبعة العراق، تمجيدًا ساذجًا، بل تلميعًا رخيصًا، لشخص الوزير، فقط لأنهم قضوا بسببه أيامًا للنزهة في أسبوع عراقي ثقافي في الدوحة، وهو حدث لا يمثل سوى خمسة بالمئة من ثقافة البلد، فيما باتت المشاركات تُجهَّز مسبقًا على عجل، بلا خطة أو منهج، في عمل عبثي يهدد مصير الثقافة العراقية، التي أصبحت في أيدي من لا يعرف تطويرها أو صيانتها. وغير ذلك الكثير… فكيف لنا أن ننهض كما تفعل بقية البلدان إذا استمرت هذه العقول في تقديم مصلحتها الشخصية على مصلحة مدينة عظيمة وبلد أعظم؟. في جانب متصل اعتبر فنانون عراقيون تواصلوا مع المنصة ان مهرجان السينما في الموصل وواسط، وسيلة ومن سائل نهب المال العام وغسيل الأموال، ومن غير المعقول ان تنظم هذه المهرجات ومدن العراق من دون دور سينما، والعراق لا ينتج افلاما بالمستوى العربي والعالمي، كما ونوعا، بل يمكن القول ان لا سينما في العراق على الاطلاق وفق تعبير مخرج عراقي معروف فضل عدم الكشف عن اسمه.