دخان المرآيا
ياسر الوزني
طلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من أجهزته العسكرية والأمنية حضورأجتماع هام أذ أعتاد أن يسمع عبارات الشتم والتهديد يوماً بعد يوم من أذاعة (أسرائيل )إلا في ذاك النهار الذي أقلق الرئيس فلم يحدث ماهومعتاد فظن بالعدو ريبة في نفسه ولعله أستنتاج منطقي ويدخل فيما يقال عنه بدخان المرآيا وهو تعبير مجازي يقصد به الخداع والتضليل حيث يتم أخفاء الحقيقة أوتشتيت الأنتباه عن شيء مهم من خلال ضوضاء أو تقديم معلومات مضللة ويستخدم في السياسة لأخفاء الفضائح أو توجيه الرأي العام لمواضيع أقل أهمية كما يستخدم في التسويق والأعلام عند الحروب والصراعات،ربما يصح الوصف عن المرآيا في أنها لاتكذب أوعمياء لمن لايريد أن يرى فهي تعكس الحقيقة الظاهرة دون المعنى ولاتفرق بين الظالم والمظلوم وحينذاك يسقط عندها ميزان العدالة في المساواة والحياد، وفي رأي مخالف ينصحك الراشد البصير أن لاتبحث عن ذاتك فيها (المرآيا) أذ هي تعرف النبيل عن الدنيء ،الفاسد والنزيه ،الجبان عن الشجاع ، الصادق عن الكاذب ،هي تعرف من يكتفي بنفسه مذلة السؤال ، تمازح جميل الروح حين يصيبها من روحه عدوى الجمال ، تحزن حين ترى بطلاً يُنحربسيف مسموم ومن يبخس رزق الفقراء بقصد ممقوت،وأغلب الظن أن مصدرالنصيحة وقوف ملك وربما سلطان أو رئيس أمام مرآة طالباً الأرشاد: أريد أن أبني حضارة فأستهجنت قوله وردت عليه : أبالعدل والعلم أم بدخان المرآيا؟أجاب مغتاظاً حانقاً، بالكذب والتدليس والفساد .فقهقهت بأستهزاء وترنمت : ليش تضوج وتدري بالدنيا تدور، ليش تضوج وتدري بيها ماتمشي عدل وتدري بيها تاخذنا سرة والأخير تجيبة أول وتاخذ الأول ترجعه ليوره،ليش تضوج؟