نداء عاجل إلى أخوتنا في اللـه معاشر المراسلين
لطيف القصاب
هل لفتت انتباهكم أعزائي المراسلين والمراسلات ظاهرة وجود صيادلة ليسوا بصيادلة في كثير من صيدلياتنا العامرة سواءٌ في خارج كربلاء أو داخلها، وسواءٌ في خارج المدينة القديمة أو داخلها! شخصيًا أعرف معاونًا طبيًا وآخر محاميًا يُديران صيدليتين كبيرتين جدًا، وعامرتين جدًا لا يبعدان إلا أمتارًا قليلة عن المرقدين الطاهرين. في الحقيقة لا أدري هل أصبحت مهنة الصيدلانيين في العراق مهنة عطارين! مع جلّ احترامي لآل العطار بطبيعة الحال، لاسيما الفنّانة الراحلة ليلى العطار رحمها الله تعالى ، والفنّان المغترب قحطان العطار مُدّ بعمره المبارك!
لا أتصور أن نقابة الصيادلة ترضى باستبدال المحامي أو المعاون الطبي بالصيدلاني. وهب أنّها رضيت بذلك فهل في هذا الرضا ما يوافق مبدأ الالتزام بالتخصص الدقيق الذي يلهج به أخواننا أصحاب التخصصات العلمية ليلًا ونهارًا، فلا يخفى على أحد أن المعاون الطبي فضلا عن المحامي ليسا مؤهلين تمامًا لإتقان علم الأدوية أو (الفارماكولوجي)...من هنا أستاذن نقابة الصحفيين الموقرة لإرسال هذا النداء العاجل إلى أخوتنا في الله من مراسلين ومراسلات كي يعملوا تقارير تتناول هذه الظاهرة الغريبة بـ (الفحص والتحليل) لا بـ(الصمت والتثويل). وإذا سمح وقتهم، ووقت الأخوة الصيادلة فحبذا الحصول على إجابة شافية للغزينِ غامضينِ: أحدهما يتعلق بكيفية معرفة الدواء الأصلي من غير الأصلي؛ لأن العلاج الأصلي -كما يبدو-يختلف من صيدلية إلى أخرى؛ بمعنى أدق فإن الدواء الذي يعدّه هذا الصيدلي أصليًا يرى فيه صيدلي آخر مجرد دواء (غير اصلي)!
أما اللغز الآخر -عزيزي المراسل عزيزتي المراسلة- فيتمثل بصعوبة فكّ خط يد بعض الأطباء إلا بواسطة الصيادلة المرتبطين بأواصر (تعاون) مع الأطباء ذوي الخطوط المعقدة... بالمناسبة إذا احتاج أحد المراسلين متحدثا عن هذه الجزئية تحديدا فالعبد الفقير يمكن أن يقدّم خدمة كافية في هذا الصدد، وذلك من وحي تجربتي الخاصة؛ وخلاصتها أنّني أخذتُ مريضا من أرحامي إلى أحد الأطباء المشهورين في مدينة الكاظمية، وحينما كتب الطبيب وصفة العلاج (الراجيتا) أخبرني بضرورة إعادتها مرة ثانية، وثالثة...الخ ولكن -وهذه هي المفارقة- لم يتمكن صيدلانيو كربلاء والحلة أيضًا من فك شفرة خط الطبيب (الكظماوي)، وبعد التي، واللتيا، واللتيا، والتي أخبرني صاحب صيدلية شهير بـ (ضرورة) التوجه فورًا إلى الكاظمية، وتحديدا إلى الصيدلية (المتعاونة) مع ذلك الطبيب الموهوب، وذلك للكشف عن معاني الطلاسم الموجودة في تلك (الراجيتا)، وقد كانت نصيحتُه -ومن دون أي مبالغة- نصيحةَ صيدلاني مجرّب جدًا، وحكيم جدًا...