تايه يكتب عن مشتركات الرسم والشعر
بغداد - طالب كريم
في التّاريخ الفنّي الحديث انتظم الرّسّامون والشّعراء في جماعات فنيّة استندت ، في تأسيس كياناتها ، إلى منظورات رؤية مشتركة ، وفهمٍ موحّدٍ ، منسجم لطبيعة الفنّ ، ولدور الفنان . وشارك هذه الجماعات ، وهم خليط رسّامين ، وشعراء في إصدار بيانات فنيّة مثلتْ رؤاهم الجديدة ، وقناعاتهم المنسقّة ، في صراعها مع ما استقرّ من تقاليد ، وأعراف فنية . لقد كان الدّادائيّون ، والسرّياليون ، والمستقبليّون أخلاطاً من رسّامين ، وشعراء ، عكست تحالفاتُهم شعوراً مشتركاً بالقرابة بين الرّسم والشّعر. وفي ضوء هذا الشّعور اندفع عدد من الشعراء إلى إضاءة تجارب أقرانهم من الرّسّامين ، والتّعريف بها بحماس . وفي هذا السياق صدرعن سلسلة « دراسات الفن والحياة « بدار الشؤون الثقافية العامة كتابً للفنان التشكيلي والناقد هاشم تايه بعنوان (الرسم والشعر - مشتركات الحياة والفعل»)وقديماً وحديثاً جرى تعريفُ الرّسم بالشّعر ، وتعريف الشّعر بالرّسم إستناداً إلى القوى ، والفواعل التي أنتجا أثربهما. وهذا الكتاب ، لايذهب بعيداً عن تصميمه لاكتشاف المشتركات في الحياة والفعل بين الرّسم والشّعر. وهو ، في آخر المطاف ، كتابُ رسّامٍ يُقلقُهُ الشّعر ، لكنّهُ يعيش في ألفةٍ معه . وذلك جعله يُرّكز ، أكثر ، على تسلّل ( الشّعريّ ) إلى السّطوح التّصويريّة الرّسم ، خاصةً في الفصل الثّاني من الكتاب الذي جاء حافلاً بشواهد صُوريّة من حقل الرّسم ، اتّساقاً مع موضوعه الذي يمكن عنونتُهُ ، بتحفّظٍ ، ( شعريّة الرّسم ) . أمّا فصلُهُ الأوّل فهو مكرَّسٌ للنظر في مشتركات الحياة والفعل لكلٍّ من الرّسم ، والشّعر. ويقع الكتاب في 236 صفحة من القطع الكبير.وطبع ضمن مبادرة رئيس الوزراء لدعم طباعة الكتاب .