استراتيجية الترقب تضيّع فرصة المبادرة
احمد فكاك البدراني
إستراتيجية الترقب هي تلك الحالة التي ينتظر فيها الفرد أو المؤسسة أو الدولة الظروف لتتحرك بدلاً من المبادرة لإحداث الفرق.
ورغم أن الترقب قد يبدو أحيانًا خيارًا آمنًا، إلا أنه يحمل في طياته تحديات ومخاطر قد تؤدي إلى ضياع فرص ثمينة وتعطيل الإمكانيات.
أولاً: أثر الترقب على الفرد :
على المستوى الفردي، قد يتجلى الترقب في الخوف من اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق الطموحات. ينتظر الفرد غالبًا الظروف المثالية أو تدخل طرف خارجي لإحداث التغيير في حياته. هذا السلوك قد يؤدي إلى:
1.ضياع الفرص: الأشخاص الذين ينتظرون الظروف المناسبة قد يخسرون الفرص التي يمكن أن تأتي من المبادرة.
2.ضعف الثقة بالنفس: الترقب المستمر يزرع الشعور بالعجز والاعتماد على الآخرين.
3.غياب النمو الشخصي: المبادرة تسهم في اكتساب المهارات والخبرات ، بينما الترقب يعيق هذا التطور.
اعمال متغيرة
ثانيًا : أثر الترقب على المؤسسة :
المؤسسات التي تعتمد على الترقب بدلاً من المبادرة تكون أكثر عرضة للتأثر بالتغيرات الخارجية. في بيئة الأعمال المتغيرة بسرعة ، الترقب يمكن أن يؤدي إلى:
1.فقدان التنافسية: المؤسسات المترقبة غالبًا ما تجد نفسها متأخرة عن منافسيها الذين يتحركون بسرعة لاستغلال الفرص.
2.الاعتماد على الظروف: يصبح نجاح المؤسسة مرهونًا بعوامل خارجة عن سيطرتها.
3.إهدار الموارد: الترقب يتسبب في ركود الموارد البشرية والمادية ، مما يؤدي إلى هدرها دون فائدة حقيقية.
ثالثًا: أثر الترقب على الدولة :
بالنسبة للدول ، الترقب يُعتبر إستراتيجية محفوفة بالمخاطر ، خصوصًا في سياق المنافسة الإقليمية والدولية. الدول التي تعتمد على الانتظار بدلًا من المبادرة تفقد القدرة على تشكيل مستقبلها ، وقد تعاني من:
1.ضعف التأثير الدولي: الدول المبادرة تقود التحالفات وتحدد الأولويات ، بينما الدول المترقبة تتأثر بما يُفرض عليها.
2.ضياع التنمية الاقتصادية: الترقب قد يمنع الدولة من الاستفادة من مواردها بشكل فعال أو من التحرك لمواجهة الأزمات.
3.غياب الاستقرار الداخلي: عندما تفشل الدولة في المبادرة لإيجاد حلول للتحديات الداخلية، تزداد احتمالية ظهور الاضطرابات.
أهمية المبادرة
المبادرة ليست مجرد رد فعل بل فعل استباقي يُظهر الثقة والقدرة على تحمل المسؤولية. سواء للفرد أو المؤسسة أو الدولة ، المبادرة تمثل السبيل لتحقيق الأهداف الكبرى . ومن فوائدها:
1.اغتنام الفرص: المبادرة تعني استباق الأحداث وصناعة النجاح.
2.التكيف مع التغيرات: الاستباق يمنح المرونة في التعامل مع الظروف المتغيرة.
3.تعزيز القيادة: الأفراد والمؤسسات والدول المبادرة تظهر قادة ومؤثرين في مجالاتهم.
كيفية التحول من الترقب إلى المبادرة
1.تحديد الأهداف بوضوح: امتلاك رؤية محددة يساعد على التحرك بثقة نحو تحقيقها.
2.تعزيز الثقة بالنفس: الإيمان بالقدرة على النجاح يدفع الفرد أو المؤسسة أو الدولة لاتخاذ خطوات جريئة.
3.الاستفادة من الموارد: المبادرة تتطلب استغلال الإمكانيات المتاحة بدلًا من انتظار الظروف المثالية.
4.تعلم إدارة المخاطر: المبادرة لا تعني الغفلة عن المخاطر بل الاستعداد للتعامل معها بفعالية.
ويتضح ان إستراتيجية الترقب ، رغم أنها تبدو آمنة ، إلا أنها تضعف القدرة على التأثير وصناعة التغيير. ان التحول إلى المبادرة ليس خيارًا إضافيًا ، بل هو ضرورة لتحقيق النجاح في عالم مليء بالتحديات والتغيرات ، سواء كنت فردًا او مؤسسة أو دولة.
المبادرة تفتح الأبواب التي تبقى مغلقة أمام أولئك الذين يختارون الترقب.
وزير الثقافة والسياحة والآثار