الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العرب وإسرائيل والتهجير

بواسطة azzaman

العرب وإسرائيل والتهجير

جاسم مراد

 

لم يبخل العرب في تقديم المعالجات ، لصراع تاريخي بين فلسطين وإسرائيل ، ولعل المشروع السعودي الذي قدم لمؤتمر القمة في بيروت كان الأبرز حيث وافق المسؤولين العرب على هذا المشروع الذي حدد اتجاهات إمكانية الاتفاق ، وهو الأرض مقابل السلام ، وهذا يعني انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس مقابل السلام لإسرائيل والاعتراف العربي بها ، و جاء بعد ذلك اتفاق أوسلو ، لكن كل ذلك لم يجعل إسرائيل أن تؤمن بالسلام ولا تريد الاعتراف فعلياً بالحقوق الفلسطينية في الأرض والدولة .

هذا الموقف الإسرائيلي ، وكذلك السكوت الغربي ، والموقف الأمريكي المؤيد لإسرائيل ، يكشف بأن إسرائيل لاتريد التعايش مع المنطقة العربية ، ولا تريد الاعتراف بالحق الفلسطيني ، ولا تريد السلام ، وان العقلية والمنهجية التي بنت إسرائيل استراتيجيتها عليها ، هي الحروب والاستمرار في قضم والاستيلاء على الأراضي ، وأن كل ما يقال عن إمكانية السلام مع هذا الكيان إذ كان عبر التطبيع أو الاتفاقيات ، فهو لا يعدو عن هرطقة سياسية ، فالذي يرفض السلام الجمعي الرسمي العربي الذي عبر عنه المشروع السعودي فكيف له أن يقبل بسلام التطبيعات .

الان وبعد معركة طوفان الأقصى اثبتت الوقائع ، لا اسير يتحرر ولا وطن يتخلص من الاحتلال إلا بالمقاومة ، ولهذا من حق الشعب الفلسطيني أن يمارس كل اشكال النضال من أجل حقوقه ، وعلى العرب أن يتيقنوا بأن المشاريع الامريكية الصهيونية لتهجير الفلسطينيين من ارضهم ، هو بمثابة مشروعا يستهدف الدول العربية وخاصة مصر والأردن ، الامر الذي يتطلب موقفاً عربياً جامعاً غير خاضع للدبلوماسية الهادئة كونه يستهدف مصير شعب اصيل في وطنه ، ووطن تم استلابه ، ومثل هذه الأفكار لم تحدث في تاريخ البشرية ، اللهم إلا في حياة ما قبل نشؤ الحياة الانسانية .

خطوة التهجير

مطالب الرئيس الأمريكي كل جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية بنقل اكثر من مليون ونصف غزاوي من مدنهم وديارهم الى تلك الدول ، هو مطلب خطير جداً لا يقل خطورة عن تهجير الفلسطينيين عام 1948 بل اكثر منه عشرات المرات لكونه يصدر عن دولة عالمية كبرى من مهامها الدفاع عن حقوق الشعوب والتصدي لكل السياسات العنصرية الالغائية .

ان الدول العربية تمتلك الإمكانيات السياسية والثقافية والاقتصادية والجغرافية ، ما يجعلها اكثر حيوية وقدرة للتصدي لكل اشكال العنف العنصري وسياسات الترهيب والتخويف ، فهي الخارطة العربية المهمة في الحضارات العالمية ، وبالتأكيد معها كل دول العالم المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في ارضه وإقامة دولته المستقلة.

كان الموقفان المصري والأردني رفضاً قطعيا لمثل هذه الأفكار وتلك السياسات ، مما جعل الموقف الأمريكي ان يبدل في موقفه بطلب من تلك الدول ان تطرح حلولاً بديلة ، وليس هناك اكثر استجابة من

 لا حل بدون دولة

حل الدولتين الذي طرحته الأمم المتحدة ويطالب به العرب والشعب الفلسطيني على قاعدة انسحاب الاحتلال من الضفة الغربية وغزة وكل الأراضي الفلسطينية التي اجتلت عام 1967وانهاء الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، غير ذلك تبقى كل الأفكار والسياسات قاصرة وغير مجدية لحل الصراع العربي الصهيوني ، بل قابلية توسعه الى مناطق ودول أخرى .

إن مجرد التفكير من أي جهة كانت تهجير شعب من ارضه أو مجموعة من ديارها أو فئة بشرية لإحلال مجموعة أخرى مكانها ، هو بالضرورة عملاً همجياً خارجاً عن قياسات الشعوب الحرة والقوانين الدولية والدول المتحضرة ، وهذه إسرائيل مارست كل اشكال العنصرية والقهر والحصارات والاستيطان والتوسع ماذا جرى بعد ذلك ،حدث طوفان الأقصى الذي هز العالم وأعاد فلسطين وشعبها للواجهة العالمية شعبيا ورسميا ، وغزة التي تحملت من احدث القنابل المميتة مالم تتحمله دولاً ، صبرت وانتصرت واجبرت إسرائيل على تبادل الاسرى وغيرها من الشروط الأخرى ، إذن لا التهجير القصري ولا الأسلحة المدمرة والا الاستيطان ولا مشاريع التهجير ولا الأفكار العنصرية تلغي حق الشعب الفلسطيني في كامل ارضه ، الحل وهو القابل للتنفيذ رحيل الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة .

   


مشاهدات 67
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2025/02/07 - 11:48 PM
آخر تحديث 2025/02/12 - 6:02 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 125 الشهر 6229 الكلي 10401600
الوقت الآن
الأربعاء 2025/2/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير