من أخبار أبي الفرج صاحب الأغاني

حسين الصدر

 

-1-

مَنْ منّا مَنْ يصدّق أنَّ أبا الفرج مرّت به فترات عصيبة اضطر معها الى رهن ثيابه ..!!

-2-

وما عسى أنْ يكون ثمن ثيابه المرهونة ؟

-3 –

كل ذلك دعاه الى ان يكتب قصيدة الى الوزير المهلبي مستميحا مطالِبا بالنجدة ولاسيما وقد هجم عليه الشتاء وضج من في دار من البرد ..!!

قال :

رهنتُ ثيابي وحال القضاءُ

دونَ القضاءِ وصدَّ القدرْ

وهذا الشقاء كما قد ترى

عسوفٌ عليّ قبيحُ الأثرْ

يغادي بِصِّرِ مِنَ العاصفات

أو دَمَقٍ مثلِ وخز الإبرْ

وسكانُ داري ممن أعول

يلقين مِنْ برده كلَّ شَرْ

فهذي تحن وهذي تئن

وأدمع هاتيك تجري دُرَرْ

اذا ما تململنَ تحت الظلام

يُعللن منك بحسن النظرْ

ولاحظن ريعك كالممحلين

شاموا البروقَ رجاءَ المطرْ

يؤملن عَوْدي بما ينتظرنَ

كما يُرتجى آئِبٌ مِنْ سَفَرْ

الصِرّ : البرد الشديد

الدَمَق : ريح وثلج

                          -4-

ولتكن هذه القصيدة تذكيرا بالمستضعفين والبائسين الذين هجم عليهم البرد وهم لا يملكون ما يردون به غوائله، وحاشا الأطياب أنْ يتركوهم وحدهم في مواجهة الصعاب .