إحذروا الأزمة المالية
جواد العطار
زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى لندن بدعوة من رئيس وزراء بريطانيا مع وفد سياسي واقتصادي واعلامي كبير جدا ، ولقاءه مع رئيس الوزراء ستارمر ولأول مرة لقاءه بالملك تشارلز الثالث خلافا للبروتوكولات الملكية المعمول بها هناك حيث من النادر لقاء الملك بالزوار من غير الملوك والروساء... كل ذلك على ما يبدو لم يأتي اعتباطا او دون تخطيط سابق فالزيارة مؤجلة من الشهر الماضي بسبب تطورات الوضع في سوريا ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا بريطانيا ؟ وليست غيرها. ولماذا بهذا التوقيت بالذات ؟ والحكومة في عامها الاخير. وما الجدوى الاقتصادية من توقيع كم الاتفاقيات ونثر الأموال بسخاء رغم ان المشاريع تكميلية وليست استراتيجية؟.
لا اختلاف ان حكومة السوداني تعمل بجد لمصلحة البلد وحركة الأعمار والتنمية المستدامة ، وتبذل جل ما تستطيع لإنجاز مشاريع ستراتيجية ومتلكئة بجهود محلية وبالتعاون مع شركات مصرية وصينية وكورية جنوبية... لكن ان تقفز الحكومة الى بريطانيا ذات الجنيه الاسترليني المرتفع والعيار الثقيل في الصناعة والمشاريع والتي عفى على شركاتها العملاقة الزمن بعد ان عجزت عن منافسة اسعار السوق المفتوح والعولمة الاقتصادية والغزو الصيني للأسواق العالمية ، هو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول الجدوى الاقتصادية لهذه الاتفاقيات.
اما موضوع التوقيت فإنه لا يتناسب وحجم التحديات التي تواجه العراق والتي تسربها اللجنة المالية في البرلمان حول الشحة النقدية التي تعانيها خزينة الدولة ، فهل يعقل ان اخرج من الازمة المالية بنثر مليارات الدولارات في لندن؟.
ان التخطيط الستراتيجي والخطط الثلاثية والخمسية وحتى العشرية هي هدف التنمية التي تسعى اليها كافة الدول صغيرة وكبيرة وفق رؤى الخبراء الاقتصاديين بشكل بعيد كل البعد عن التدخلات السياسية بل تعمل وفق أسس المردود والامكانيات لحياة افضل... فهل سيحقق السوداني حياة افضل للعراقيين بخطواته واتفاقاته المتنوعة ام نحن على موعد مع ازمة مالية خانقة قريبة لا سامح الله نتيجة غياب التخطيط المسبق.