الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إستراتيجية التحوّل .. أمواج تحرّك السطح لكنها لا تصل إلى الأعماق

بواسطة azzaman

إستراتيجية التحوّل .. أمواج تحرّك السطح لكنها لا تصل إلى الأعماق

احمد فكاك البدراني

 

ان استراتيجية التحول بحسب الظروف تُعد أداة قوية لضمان المرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات غير المتوقعة في البيئات المختلفة . هذه الاستراتيجية يمكن أن تخدم مصالح الأفراد والشركات الصعيد الخاص وعلى مستوى الدولة فانها تخدم المصالح العامة والخاصة من خلال:

1. التكيف مع المستجدات:

القدرة على تعديل السياسات أو الخطط والأهداف لتلبية المتطلبات الطارئة أو مواجهة التحديات الجديدة او التخلص من مخاطر سابقة ، او مسايرة واقع جديد .

2. تعظيم الكفاءة:

استخدام الموارد ( مثل الوقت، المال، الطاقة، العمالة)   بطريقة أكثر فعالية ممكنة للحصول على أفضل النتائج.  مع الأخذ بنظر الاعتبار المتغيرات الخارجية.

3. تحقيق التوازن:

التوازن هو فن يتطلب الحكمة والصبر في التعامل مع الأمور ، سواء في كسب التأييد أو تقليل العداء.

فمن خلال تحقيق التوازن ، يمكن للإنسان أن يُظهر العدل والاعتدال، مما يكسبه احترام الآخرين وثقتهم ، سواء كانوا أصدقاء أو خصومًا. التوازن ليس ضعفًا، بل هو قوة ذكية تجمع بين الحزم والمرونة. وبالتالي تحقق إدارة المصالح العامة والخاصة بشكل متناغم دون التضحية بأحدها على حساب الآخر ،

4. تقليل المخاطر:

المرونة في التحول تساعد في تقليل الأضرار المحتملة الناتجة عن الظروف غير المتوقعة ، والقائد الذي يسعى لكسب ثقة الجميع يحتاج إلى اتخاذ خطوات مدروسة تقلل المخاطر وتظهر قدرته على القيادة الحكيمة ، وهذه تظهر من خلال رسائل عديدة ، منها اتخاذ قرارات محسوبة ، التواصل الواضح والشفاف ، القدرة على تحمل المسؤولية ، إشراك الآخرين في عملية صنع القرار يجعلهم يشعرون بالأمان ، والدعم ، بناء خطط طوارئ فان وجود خطط بديلة يطمئن الجميع إلى أن القائد مستعد لأي ظرف طارئ.

5. زيادة فرص النجاح:

آفاق جديدة

من خلال القدرة على الاستجابة بسرعة، تُفتح آفاق جديدة يمكن استغلالها لتحقيق أهداف أكبر.

الاستراتيجيات المرنة تُعتبر عنصرًا أساسيًا في صنع القرار الذكي، سواء في الإدارة العامة أو في القطاع الخاص.

صحيح جدًا ان المنعطفات الفكرية قد تُحدث تغييرات في طريقة التفكير أو الزاوية التي يُنظر بها إلى الأمور، لكنها غالبًا لا تمس الجذور العميقة للأفكار المتأصلة في النفس.

هذا يعود إلى أن الأفكار المتأصلة تكون نتاج تراكمي من التجارب، والمعتقدات، والقيم التي نشأت مع الشخص وتشكلت على مدى سنوات طويلة.

ومع ذلك، يمكن لهذه المنعطفات أن تُثري الفكر وتضيف إليه أبعادًا جديدة، لكنها لا تزيل الأساس بل تُعيد تشكيله أو تجعله أكثر انفتاحًا على وجهات نظر مختلفة. إنها بمثابة أمواج تُحرك السطح، لكنها لا تصل إلى عمق البحر الذي يظل ثابتًا في جوهره.

الفرق يكمن في مرونة الفكر؛ فالإنسان الذي يحتفظ بجوهره المتأصل مع قدرته على التكيف مع المنعطفات الفكرية، يحقق توازنًا نادرًا بين الثبات والتطور.

قد تحد منعطفات فكرية لكنها لا تغير ماهو متأصل من افكار

التحول الفكري العميق يمكن أن يكون بالفعل محركًا قويًا لتحقيق نتائج جوهرية على مستوى الدولة، خاصة إذا كان مصحوبًا بإرادة سياسية قوية، وتخطيط استراتيجي، ودعم شعبي واسع. في حالة سوريا، إذا تم ربط رحيل القيادة الحالية بتحول فكري واستراتيجي شامل، فإن ذلك قد يفتح آفاقًا جديدة لإعادة بناء الدولة على أسس حديثة ومستدامة.

كيف يمكن للتحول الفكري أن يحقق نتائج مذهلة؟

1. إعادة صياغة الهوية الوطنية: تحول الفكر يمكن أن يؤدي إلى تعزيز القيم الوطنية الجامعة وتجاوز الانقسامات الطائفية أو السياسية التي تعيق التقدم.

إعادة بناء

2. إصلاح المؤسسات: تغيير النهج الفكري يُمكن أن يؤدي إلى إعادة بناء المؤسسات على أسس أكثر شفافية وكفاءة، ما يُعزز الثقة بين الدولة والمجتمع.

3. التنمية الاقتصادية: التحول الفكري نحو سياسات اقتصادية مبتكرة يمكن أن يجذب الاستثمارات ويعيد هيكلة الاقتصاد ليكون أكثر تنوعًا واستدامة.

4.تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان: التحول الفكري يمكن أن يضع إطارًا جديدًا يضمن الحريات والحقوق الأساسية للجميع، مما يعزز الاستقرار الاجتماعي.

5. الانفتاح على العالم: فكر جديد يدفع الدولة إلى الانخراط في النظام الدولي بشكل أكثر فاعلية، ما يتيح لها الاستفادة من الدعم الدولي والإقليمي لإعادة الإعمار والتنمية.

الثقة تُبنى على الأفعال وليس الأقوال فقط، وعندما يقلل القائد من المخاطر بذكاء، يصبح قدوة تُلهم الآخرين للمتابعة بثقة. القائد الذي يسعى لكسب ثقة الجميع يحتاج إلى اتخاذ خطوات مدروسة تقلل المخاطر وتظهر قدرته على القيادة الحكيمة. إليك بعض الممارسات التي قد تساعد القائد في ذلك:

1.اتخاذ قرارات محسوبة: التأكد من أن القرارات تستند إلى بيانات وتحليلات منطقية، مما يطمئن الآخرين بأن الخطوات المقبلة مدروسة جيداً.

2.التواصل الواضح والشفاف: عندما يكون القائد صريحاً بشأن الأهداف والمخاطر، يثق الناس به أكثر.

3.تحمل المسؤولية: القائد الذي يتحمل المسؤولية عند حدوث أخطاء يعزز مصداقيته.

4.التعاون مع الفريق: إشراك الآخرين في عملية صنع القرار يجعلهم يشعرون بالأمان والدعم.

5.بناء خطط طوارئ: وجود خطط بديلة يطمئن الجميع إلى أن القائد مستعد لأي ظرف طارئ.

وعليه يمكن القول ان التحول الفكري ليس مجرد تغيير في الشعارات أو السياسات ، بل هو عملية شاملة تتطلب إعادة بناء القيم والتوجهات العامة للدولة والمجتمع.

عندما يحـــــــــدث هذا التـحول بعمق وصدق، فإنه يُمكن أن يكــــون نقطة انطلاق نحو مستــــــــــــقبل أفضل، مهما كانت التحديات التي تواجهه.

 

  وزير الثقافة والسياحة والاثار


مشاهدات 64
الكاتب احمد فكاك البدراني
أضيف 2025/01/19 - 9:56 PM
آخر تحديث 2025/01/20 - 7:49 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 397 الشهر 9346 الكلي 10199311
الوقت الآن
الإثنين 2025/1/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير