جين مضطرب
احمد جبار غرب
لتو خرجت من القاعة الاحتفالية بعد انتهاء جلسة الروائي العظيم الذي يدهشنا بانجازاته الروائية الكبيرة وقد استمتعنا بمخرجاتها ومداخلاتها
واطلقت ساقاي للريح مع نسمة هواء عذبة تنعشني ليدب النشاط في احشائي
واضواء النيون المبهرة واضواء الديجيال الاعلانية المنتشرة على جانبي الطريق وضجيج المارة ولغطهم الذي يشغل فضاء الشارع وازقته .كنت احمل كتبا أهداها لي بعض الأصدقاء ممن يجدون في توزيع الكتب ثمرة تبذل لاجل قرائتها.انه اسثمار الاهدائات للترويج والانتشار . كنت متيقن ان الكتب ستسقط من يدي لان الكيس الأسود بدأ بالتهدل جراء وزن الكتب وضعف الكيس الرقيق حتى لحظة سقوطها وسط الشار ع لعنت حضي العاثر
وهممت بالنقاط الكتب وارجاعها الى الكيس وانطلقت ماشيا الى حيث مبتغاي.. فجأة ودون اي سابق إنذار اقتحمني شاب وسيم وانهال علي بالقبلات مرددا مع ابتسامة ناعمة
-شلونك زين ..شلون العائلة يمكن ماعرفتني ..
ووسط استغرابي ودهشتي
_لا والله ماعرفتك ..انت منو ..!؟
وبين لحظة واخرى يقبلني حتى احرجني وجعلني اتسائل في اعماقي من يكون هذا الفتى ؟
هل هو من عائلة صديقي القديم الذي توفى وغادرت عائلته منطقتنا ..
ام هو أحد أصدقائي في الفيس بوك وهم كثيرون ام مجرد سكير عابث دارت الخمرة في راسه ليطلق العنان لهيجانه وترنحه او حتى مغامر متحدي بكسب رهان الاصدقاء ..وبين لحظة واخرى يطبع قبلى على خدي الوردي ..
وانا بين الشعور بالزهو والسرور الغامر وبين تسلؤلات قفزت فجاة على باحة تاملاتي وسكوني لكنها قد تبدو غرائبية للبعض منها .
حنان وعاطفة
اني ا عرف ايضا ان هناك بعض الفتية يعشقون كبار السن لسبب او لآخر ربما نقص حنان وعاطفة او فقدان لاحد والديه او مايسميه البعض الحرمان العاطفي
.. ثم استدرك الشاب
_ها..اتذكرتني ..صدك نسيتني ..معقولة ..ساتراهن معك على عشاء في المطعم المقابل لو عرفتني
ازداد استغرابي وحاولت لستجماع ذاكراي وشحنها علني اتعرف على هذا الفتى و اتذكر من يكون وتأكدت اني لم أالف مثل هذا الوجه ولم التقيه سابقا والتفت اليه مبتسما مع زخم القبلات التي يطبعها على خدي جعلني استغرب واتشرف في أفكاري اتجاه هذا الكائن
_على كيفك اخي مو هيجي ... حتى لو خسرت الرهان انت ..ساعشيك وانا تحت امرك
وبحدية واستدراك قلت له
ولكن قل لي من انت ؟
وهنا ابتسم الشاب مع ضحكة معقولة واقترب مني هامسا
-لقد أوشكت على الوصول إلى هدفي ..انا ابن ام سهيلة وابي الذي توفى منذ مدة وبقيت مع امي واخوتي الصغار ..
ازدادت حيرتي وذهولي لاني لم اسمع بهذا الاسم مطلقا فقلت له
- هل تعرفني انا من اكون ؟واجاب بسرعة
- نعم انت المهندس مهدي ..كيف حالك ؟
فاصبت بصدمة واستغراب جراء هذا الاقتحام
المزعج ورسمت ابتسامة باهتة على وجهي
مداريا خيبتي واجبته ساخرا
-لاعزيزي انت مشتبه ومتوهم لست المهندس مهدي ولا ال..!
وعليك ان تدفع الحساب ..عليك ارجاع القبلات ..
كان عليك ان تسألني قبل ان تباغتني بهذا الشكل وتتاكد من الشخص الذي تقصده قبل ان تتصرف بمثل هذا السلوك ..
وهنا هم الشاب بركوب سيارته الفارهة وانطلق في وسط الشارع كمن فاز بغنيمة وازدادت شكوكي به بعد ان ذهب دون اي اعتذار وانا انطلقت لاكمل مشواري ولعنت الصدفة التي جمعتني بهذا الشاب العابث.