قهوةٌ بلا فناجين
غزاي درع الطائي
إنَّها القهوةُ ترجو سُكَّرا
وهيَ لا تسكنُ إلا في القُرى
وبعينَيْها ترى ما لا يُرى
فتَراني مُقبِلاً أو مُدْبِرا
وتَراني ظاهراً أو باطناً
وأنا أنظرُ لكنْ لا أرى
إنَّها القهوةُ قانونٌ لها
تعشقُ الليلَ ولا تَهوى السُّرى
وتحبُّ الضَّوءَ ضوءاً مُبهرا
وتحبُّ الليلَ ليلاً مُقمِرا
وإذا دارَ حديثٌ شَيِّقٌ
دارتِ القهوةُ كي تَبني العُرى
وإذا النّارُ تمادَتْ تحتها
جعلَتْها كالثُّريّا في الثَّرى
لا ترى في الأرضِ إلا كوثرا
وترى للنّاسِ حظَّاً أوفَرا
مُرَّةٌ لكنَّها في صُبحِنا
حلوةٌ تُشبهُ حقلاً أخضرا
كشفَتْ للنّاسِ ليلاً سرَّها
أعلنتْ مِنْ قبْلِ أنْ يسطو الكَرى
إنَّ مَنْ يعصِرُ شعباً ليكُنْ
مستعدّاً دائماً أنْ يُعصَرا
خادمي يَسمعُ طرقاٌ، قالَ لي:
إنَّها القهوةُ ترجو سُكَّرا