أنا في حلم أم كابوس؟
في ظل التحديات العديدة التي يواجهها العراق، من بينها الغزوات الفكرية والأيديولوجية القادمة من الغرب، يجد المجتمع العراقي نفسه أمام مفترق طرق، هذه التأثيرات لم تقتصر على تغيير طرق التفكير فحسب، بل أثرت بشكل ملحوظ على العادات والتقاليد التي نشأ عليها المجتمع العراقي، وبشكل خاص فيما يتعلق بآداب الكلام، التعامل، واختيار الملبس.
لسنوات عديدة، شكلت الحشمة والعفاف جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي في العراق، حيث كان المجتمع ينظر بعين الاستغراب، وأحيانا بالرفض، لمظاهر اللباس غير المحتشم، ولكن في السنوات الأخيرة بدأت هذه النظرة تتغير، لقد أصبحت الأزياء المحتشمة التي كانت يوما ما معيارا للأعجاب والتقدير، خاصةً خلال المناسبات الدينية، حيث تتصدر صور النساء المحتشمات وسائل التواصل الاجتماعي وتصبح حديث الناس.
هذا التحول يعكس الصراع الداخلي بين الحفاظ على التراث الثقافي والتأثر بالموجات الفكرية الجديدة، إنه يشير إلى أهمية التفكير النقدي والوعي الاجتماعي في التعامل مع هذه التحديات، هناك حاجة ماسة لأساتذة علم الاجتماع والنفس ليأخذوا دورهم في توجيه المجتمع وتحصينه ضد الأفكار المضللة التي قد تهدد قيمه وتقاليده.
المطلوب الآن هو جهد متضافر لبناء جدار واقٍ يحمي المجتمع من الأسلحة الأيديولوجية والنفسية، ونحافظ على هوية الثقافية والاجتماعية في وجه العولمة والتأثيرات الخارجية، هذه مهمة ليست سهلة ولكنها ضرورية لضمان مستقبل يحتفي بالتنوع ويحترم التقاليد.
امير الطرفي