سيداتي سادتي..  عناوين أم عنوانات؟

لطيف القصّاب

سمعتُ قبل أيّام من إحدى الإذاعات المحليّة سمعتُ مذيعا يقول ما مضمونه : سيداتي سادتي نحييكم أطيب تحية ونقدّم لكم في ما يلي نشرة الأخبار نستهلها بأبرز العنوانات...

وقد لفت انتباهي في النص السابق قول المذيع « عنوانات» بدلًا من « عناوين»، وبدا لي  ساعتها أن هذا المسكين لا شكّ في وقوعه ضحيّة أحد عُتاة المتشددين الذين (يحرّمون) استعمال التعبير اللغوي وإن كان له مسوّغ من السماع أو القياس...

وقبل الخوض في تفاصيل هذه المسألة أقول بإقرار لا لبس فيه: إن كلًا من الكلمتين أي ( عناوين، وعنوانات) صحيحتان فصيحتان، ولكنّ الاولى استعمال كلمة « عناوين» في سياق قراءة نشرات الأخبار، ونحوها، وذلك لشيوع استعمالها، وكونها مألوفة لآذان السامعين بخلاف كلمة « عنوانات» التي يجدها بعضهم وانا بضمنهم مُستثقلة إن لم تكن مُستهجنة...

سيداتي سادتي: إنّ كلمة «عنوان» وعلى فرض اسميتها فإنّها تُجمع قياسًا جمع تكسير فتصير: «عناوين»، وذلك على غرار جمع كلمة « ثعبان» التي تُجمع على « ثعابين» كما أنّ كلمة « عنوان» على فرض كونها مصدرا، وأريد بها العدد أو النوع فإنّها تُجمع على «عناوين» أيضًا، وثمة قرار مجمعي معروف لدى أهل الاختصاص يعضد هذا الجمع، ويباركه.

ومن ثم فلا مسوّغ أبدًا لهؤلاء المتشددين حين يمنعون  استعمال كلمة : «عناوين» ، ولا يرتضون إلا أن يُقال: «عنوانات»، بذريعة أن الأولى خطأ والثانية صواب؛ لأنّ العكس هو الصحيح من الناحية التاريخية بحسب تتبعي لهذه المسألة اللغوية تحديدا، بمعنى أن الإشكال كان ابتداءً يستند إلى تخطئة من يقول: « عنوانات»، لا من يقول « عناوين»، وحسبكما عزيزي المستمع عزيزتي المستمعة أن تمرّا على ما كتبه الدكتور أحمد مختار عمر (رحمه الله) بهذا الصدد  ليستبين لكما وجه الحقيقة بيسر ووضوح، فقد ذكر صاحب معجم الصواب اللغوي ما نصّه:

 (( « عنوانات الكتب» مرفوضة عند بعضهم؛ لأن هذه الكلمة مما لا يصحّ جمعه جمع مؤنث سالما.

الرأي والرتبة:

 1 - « عناوين الكتب» فصيحة.

2 - « عنوانات الكتب» فصيحة.

صرّح بعض القدماء بجواز جمع ما لا يعقل جمع مؤنث سالما، سواء سُمع له جمع تكسير أو لا، كما لاحظ مجمع اللغة المصري أن القدماء قد جمعوا الثلاثي المفرد المذكر غير العاقل جمع مؤنث سالما، مثل: خانات، وثارات ...حمامات، وسرادقات، وطرقات...ومن ثم يمكن تصويب الاستعمال المرفوض))...