موعد مع حياة مؤجلة
زهراء الظالمي
لا أحد يعلم كيف ينهض الموت في اجساد الضحايا وهل أقتطع الموت حُلمهم وهل الحياة جديرة بكل هذه البشاعة ما اقسى أن تلكم جرح أحدهم كل يوم وأنت تعلم ان (على الباغي تدور الدوائر) وتعلم أننا نعيش في موعد مع موت مؤجل يدنو منا كل يوم و ربما يباغتنا الان ! وهل تستحق الحياة ايضاً ان تعيش في ميادين الحروب ؟ اتسائل هل يذهب الجاني الى بيتهِ في المساء متعباً ويرتب نفسه وافكاره ويغمض جفنيه ويجلس مع عائلته ويلاعب اولاده ؟ هل يحفل بيومه ؟ كما نفعل نحن ؟ ماذا يقول في قرارة نفسهِ ؟ هل هو راضٍ الآن عن بشاعة ما أرتكبه ؟ لا احد يجيب على هذه الاسئلة سواه !
اما انا فقصري هو خيمتي وخيمتي هي قصري أنا الذي لا يعرف كيف يرقد التائبون وكيف يقتطع مهلة من الحياة ليتأسى بكوب شاي او فنجان قهوة !
انا لعنة الماء الذي يطوف حول بلادي وبداخلها ولا يقترب مني ..لم اكن وحدي ابداً النجوم تلف المدارات حولي لم أُرتب لنفسي حلماً ولم اجرؤ على ذلك ،الليل يطوفني بأذرع العذاب والنهار يجلو بصري بحرقة الشمس لا الليل ليل ولا النهار نهار ..انا كتلة بشرية غيبتها الحياة التي يصنعها بعض القادة ، قاومت حرباً لم يكن لي بها شأن وطويت حياتي جانباً لئلا يتعثر بها احدهم ويصطدم!
نسيت نفسي على بعد وملامحي لم تعد كما هي ،وطني هو حدود خوفي وخارطة ألمي ، وطني سحابة انتظرها لكي تأتي محملة بما اشتهي ، شيء ما خفي يقاوم بي يدفعني لأعيش وأعلق صورة أبي على جدران صبري لعلهُ يخبرني بالحكمة من هذا كله .