قبس مذهب القبب
والأرض شمس يتيمة
بلاد توحي لك بالمرؤة
بالقمح الذي يتعلق على مفترق الحنين
وأنت تردد : أبي هناك ، أمي هناك
العـراق العراق كله هناك
دمعة حمورابي
قيامات مردوخ
شباك بهيجة
كنايات أوروك
ودموع السياب تقطر ولها إلى وداعة النخيل
أيتها البلاد التي بوحها مستحيل
راقصيني خطوة بدمعة
شهوة كالقنص في مهاوي الرحيل
راقصيني
أغنية بلوعة
في موال جنوبي الصفات
البلاد التي غيمها ذهب خالص
ومعتق حليبها كما الأرخبيل
امد إليك زيف المحولة
وبقايا العناق القديم
أبوح اليم وحدك
دون كل الأساور
وهي ترتجف لذة في سرير التأسي
البلاد التي صوتها شرحبيل
البلاد التي موتها مستحيل
كنت اود ان امزق خارطة الغربة
ان احيل الرماد أقصوصة
والمدار الذي يوشك ان يضيع في مهاوي الصهيل
أيتها البلاد التي رمزها يماطل في البقاء
ان صوتك اشتهاء
هل صوتك اشتهاء ؟
هل كنت ندا لروح البداوة
وأنت تنزفين شعرا على تخوم الرجال
تبدو يداك ملوثتان برماد الحقائب
وأنت تجر نحو القطيع إلى البداية
أتلفت شرقا
أتلفت حنينا
أتنفّس بغداد بعدا أبديا لا يشبه ضغينة السماء
لا يشبه مرارة السجود على سلم من خزف
البلاد التي نصفها أوروك
وطلسمها نجف
وهجيرها نينوى
والعمر يمضي كورقة في قيامة الحدباء
بلاد بلا ورود وبلا مودعين
تومئ للغرقى ان افيقوا
وسددوا سهامكم إلى الشرق
إلى ما تبقى من هناء العصور
إلى الماء الذي تكدس في حنين البذور
إلى جلد وريقة تكتب اسمها على الماء
الماء المقدس والمراوغ مع الخطيئه
كمن ينبش قبر الغموض
وتهب القرى عطشى إلى قيامات سنحاريب
كان اسمها الموت جزافا
صار اسمها البقاء ارتجالا
احبك ثريا
وأقسم أني احبك
ولم المس سوى شحوب أمي
وبوح الحبيبة على مرابع دجلة
دون اشتهاء
لم أمارس سوى الموت فيك
ينها البلاد الأخيرة
يتها البلاد الأسيرة
كم من الماء يكفي لهذي الجذور
كم من الصمت يهذي ليبدو النخيل
انبثاقا وحيفا يدور ؟