الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
خطابات وشعارات الكراهية

بواسطة azzaman

خطابات وشعارات الكراهية

شاكر كريم عبد

 

الانانية والكراهية غالبا ماتفتك بالمجتمعات وتدمرها  تدميرا. ولهذا فلا يوجد محتمع قادر على التطور وبناء مستقبله دون ان يكون في سلام مع نفسه والالفة بين ابناءه. فالكراهية والانانية والبغضاء واثارة النعرات تستنزف طاقات المجتمع ولاتنتج سوى المزيد من الكراهية والتشضي والانقسام والتي هي في اغلب المجتمعات تصنع صنعا من قبل اشخاص او احزاب . وصناعة الانانية والكراهية واحدة فى كل المجتمعات وتمر بخطوات معروفة. فهى عادة تبدأ باختيار مجموعة بعينها من البشر، سواء كانت إثنية، أو عرقية أو دينية أو أيديولوجية واعتبارها كتلة واحدة بلا اختلافات داخلها.لكن في الحقيقة ان ادعاء ذلك التشابه هو الوسيلة المهمة لصناعة الكراهية والبغضاء والتناحر. فمسؤولية الجميع لإنقاذ الأجيال المشبعة بثقافات التنافر والأحقاد التي تعزز الانقسام المجتمعي، والذي قد ينعكس على طبيعة المجتمع وفق الانقسام المذهبي او الديني او العرقي، وهي عوامل تضر بالوحدة الوطنية، وتتسبب في هشاشة السيادة الوطنية لأنها تتيح المجال للتدخلات الخارجية وتوجيه السياسات الداخلية نتيجة لعدم قدرة الحكومات على معالجة مثل هذه الظواهر وتركها للتتفاقم وتتحول لصراعات وحروب اهلية نجد امثلتها بارزة في عدد من البلدان العربية التي اخذت في التمزق والانفصال، ومثل هذه الحالات لا يمكن معالجتها بالعنف والكراهية الدينية او العرقية، وإنما بالمساواة في الحقوق والواجبات، وخلق قيم المواطنة المسؤولة، ويتحقق ذلك فقط في النظام الديمقراطي الذي يلتزم بالديمقراطية المزدهرة التي يمكن أن تجد من المناسب أن تتبنى الحقوق التي تمثل ديمقراطية حقة خشية أن يؤدي موضوع هذه الحقوق إلى انتهاآها. لقد حان وقت الكف عن بيع الديمقراطية بثمن زهيد والبدء في عرض رؤية أعرض وأوسع معنى للمفهوم الذي يشمل آلى حقوق الإنسان. لأن الحكمة ضالة المؤمن، حيث وجدها اتبعها، ليس لها دين أو عرق أو لون ، عابرة للقارات والأجناس ولا تحكمها معايير التاريخ والجغرافيا، ومن يتعصب لدين أو لون أو فكر محدد، فمآله الفناء لأننا خلقنا لنتعارف ونتعايش على كوكب واحد. بأفكارنا المتناقضة أحيانا وبأدياننا ومذاهبنا المتعددة أحيانا أخرى.التزاما بقول بنينا الرسول الاعظم محمد صل الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم( فلا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا).


مشاهدات 413
الكاتب شاكر كريم عبد
أضيف 2023/12/12 - 3:53 PM
آخر تحديث 2024/07/18 - 5:23 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 373 الشهر 7941 الكلي 9370013
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير