الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
غزة غيرت قواعد الدعاية

بواسطة azzaman

غزة غيرت قواعد الدعاية

كفاح حيدر فليح

ثورة الاتصال غيرت كل شيء من حولنا  وباتت تنقل لنا حتى الإحساس لأنها تحتوي على رسائل معينة يريد الوسيط عن طريقها يوصل لنا شيئاً معيناً، يقصد المرسل من ورائها التأثير بالثقافة والأفكار والقيم الاجتماعية والسياسة لأن وسائل الاتصال والإعلام هي جزء من العلوم الإنسانية المعاصرة في الوقت الحاضر.

  والأحداث الجارية في غزة ومن أول يوم بدأت به بتاريخ 7/10/2023، غيرت الكثير من قواعد اللعبة السياسية وموازين القوى الدولية والتأثيرات الدعائية، فلم تَعد الدعاية الأسرائيلية مؤثرة في الجماهير كما كانت وبأمس القريب تملك من الأساليب المؤثرة والجاذبة للجمهور المستهدف أو في الأفراد المتلقين سواء بين أوساط اليهود أو من يتعاطف معهم وتشكيل مفاهيمهم وتصوراتهم بخصوص الحقائق في قضايا الحياة وتوضيح السلوكيات المقبولة وذات القيمة للفرد أو المجتمع لتشكل رأي عام مؤيد لها عن طريق أسلوب الاستضعاف والاستعطاف الذي يُعد من أبرز أساليب الدعاية الأسرائيلية.

  لقد نجحت المقاومة الفلسطينية (حماس والقسام) في أعتماد مجموعة من الأساليب الدعائية لتحقيق أهدافها، فقد واجهت دعاية المقاومة الدعاية الأسرائيلية بدعاية مضادة ومنظمة وبأساليب ركزت على محاور أساسية جديدة وغير متشعبة جعلت الرأي العام الشعبي العربي والعالمي يقف لجانبها بعد أيام قليلة من بدأ المواجهة، ووجهة جهدها لمواجهة ما يعرف بقوة الخصم الذي عرت الدعاية الغزاوية قسوته وعدم مبالاته بإلارواح وقواعد الأشتباك وأحترام حقوق الإنسان، وفي ذات الوقت ركزت على مناخ التماسك الاجتماعي وصلابة المقاومة وتمسك أفراد المجتمع بإرضهم والروح المعنوية العالية لأفراد المجتمع الغزاوي، وأستندت أساليب دعاية المقاومة عند صياغة رسائلها الاتصالية عبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على معلومات ذات قيمة مثيرة ودقيقة أثبتت أنها على معرفة واسعة بمجريات الأمور وأن ما تورده من تفاصيل دقيقة واقعية وصحيحة وهذا ما منحها المصداقية لدى الجمهور المتلقي.

  ومن أروع الأساليب الدعائية الناعمة الذي أستخدمته قوى المقاومة صور تسليم الرهائن المحتجزين لديها وكيفية أطلاق سراحهم الإنساني الذي أبهر الجميع بما فيهم اليهود أنفسهم.

  نعم غزة غيرت كل قواعد اللعبة سياسياً ودعائياً وقلبت كل موازين القوى من قوى الأستكبار لصالح القوى الصاعدة ومنها حماس والقسام وحزب الله والحوثيون الذين دخلوا على خط القوة الصاعدة في منطقة الشرق الأوسط التي تقف في وجه القوة أو الجيش الذي لا يقهر وحطمت بذلك الأسطورة التي أرعبت سابقاً جيوشاً أكثر عدة وعدد. سلاماً لغزة وشهدائها وتحية لشعبها وصموده وبوجة الهجمة البربرية الصهيونية.

 


مشاهدات 470
الكاتب كفاح حيدر فليح
أضيف 2023/12/06 - 4:51 PM
آخر تحديث 2024/06/22 - 11:18 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 133 الشهر 133 الكلي 9362205
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير