الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
موقف وحكمة.. خيانة إبليس وزلل آدم

بواسطة azzaman

 

موقف وحكمة.. خيانة إبليس وزلل آدم

محمد صالح البدراني

 

من يقرأ إرادة الله في الحكم على موقف إبليس وحكمه تنزه عن كل نقص على آ دم سيتبادر لذهنه أن هنالك عصيان قوبل بحكم قاطع حول إبليس إلى شيطان رجيم وتساهل مع آدم حينما علمه كلمات الاستغفار ليتوب عليه، مع قليل من العمق سيجد المتأمل أن هنالك فرق كبير بين سلوك إبليس وبين فعل آدم.

إبليس اتخذ موقفا بدافع الأنا وكبرياء نفسه فخالف عهده مع الله بالعبودية لله وطاعة أمره فكانت النتيجة أن خان الهوية والكينونة التي بني عليها ليتخذ موقفا ضد إرادة الله تكبرا وعنادا فشط ليكون شيطانا، تماما كمن يزعم انه مسلم وهو يتخذ موقفا ضد مسلمين، ويتهمهم ويثبطهم وهم يردون الظلم ويناصر الظالم أو من يناصر الظالم من اجل المال أو كراهية للمظلوم كما كره إبليس آدم وهو لم يك ليؤذيه لهذا كان الحكم بعقوبته مباشرا.أما آدم فهو خدع لانه لم يستخدم منظومته العقلية ونسي الاستفادة من المعلومة والتفكر بها ونسي أن هذا الشيطان قد رفض السجود له مخالفا امر الله ولسنا هنا بصدد معنى السجود لآدم وهو السجود لبديع الخلق وليس كالسجود لله وبيان الأفضلية في التكوين، فاضطرب آدم ولم يعد يعلم كيف يصحح خطأه فعلمه ربه الكلمات.

العزيمة والإرادة عند آدم وإبليس

بعد أن نظرنا إلى الفرق بين الموقف والغفلة لابد من النظر إلى عواملها، فإبليس كان ذا عزيمة بالشر عندما فكر وقرر ونظر انه الأفضل وفق هواه فتصرف باناه رافضا كارها هذا المخلوق الجديد، وكان ذا إرادة عندما اغوي آدم وعن سبق إصرار وقرار ومكر؛ فالتفكير والمكر والقرار هو العزيمة وتنفيد هذا القرار هو الإرادة، وهكذا تتحد العزيمة والإرادة لتشكل الموقف عند كل شيطان يخون عهده، فهو موقف يستوجب الإبعاد والعقاب كذلك فعل الرب.

طريق صابئة

أما آدم فكان ناسيا أن هذا المخلوق عدوه وتصور انه فعلا ينصحه ورغم انه يمتلك المعرفة لكنه لم يدير محتواها ليعلم الطريق الصائبة والقرار الحصيف، فلم تك له عزيمة كذلك قال الله (لم نجد له عزما)؛ ونسي، كذلك قال الله انه نسي، أما إرادته فبفقدان فاعلية المنظومة العقلية تحل الغفلة فسار مع غرائزه وفاعلية حب البقاء عندما صور له الشيطان أن هذا الشطط هو الصواب وان هذه الطريق هي طريق الخلود، تولدت الإرادة في التنفيد ولحب حواء له كذلك خلقت تؤيده كما تؤيد أي امرأة زوجها عندما تحبه حتى في زمننا الحالي، فآدم علمه ربه كلمات التوبة تصويبا لعزيمته، وعاقبه على سوء استخدامه لمنظومته العقلية عندما لم يصر على الخطأ فلم يصبح من شياطين الإنس، كذلك البشرية اليوم في اختبار المواقف والسلوك والقرار وتفعيل المنظومة العقلية أساسا فمن اتبع غريزته في حب البقاء وفعل منظومته العقلية في نقض العهد فقد اتخذ موقفا شيطانيا إن استمر يدعي الانتماء لقومه وان من يخالفوه هم الشياطين، أو اتخذ موقف التحول إلى طرف آخر وتبرأ من قومه عندها هو له رايه وقراره في مصيره وخياراته.

عرضة للحساب

فالخيانة موقف وانتماء ونفاق وعرضة للحساب أن لم يتحول بقناعة إلى صف المخالف عندها يأخذ حكمهم ووضعهم عند الله وعباد الله والله من يحاسبه لا البشر. خيانة الأمة موقف أيضا: نحن اليوم في فترة عصيبة تحتاج أن نميز المواقف، عندما نكتشف أن امتنا غثاء وان أسياد قومهم ليسوا إلا في موقف لا يتصورون انه موقف خيانة في حالة من الغفلة والازدواج ما بين الفعل الإبليسي والغفلة الأدمية، وكيف يرضى سادة القوم أن يكونوا اتباعا في ظن ديمومتهم على سيادة قومهم كذلك ظن آدم الخلود، بقاؤك أيها القائد على الانتماء لقومك وأنت تعمل ضدهم هو الخيانة يخلصك منها إعلانك الانفصال عن قومك وما يؤمنون به أما الانتماء للكرسي والمنصب فهو انتماء غريزي ممكن أن يستديم مع تغيير السيد ليكون الشعب وبما يرضي الله، فالتوجه للخارج ذلة وثمن باهظ والسيد بين قومه قائد أو زعيم. الموقف هو تولد قناعة واستعداد لعمل من اجل الموقف، فالإخلاص موقف، كذلك الخيانة موقف، وكلا الحالتين تحتاج عزيمة وإرادة، لكن لتخلص من وضعك الشاذ أيها الخائن، اعد تعريف نفسك فتكون من القوم الذين وقفت معهم عندها لك حقوق ومسؤوليات لها تعريف، أما اتهام الآخرين الذين فرض انتماؤهم عليهم عمل وتسفيههم ونصرة أعدائهم فهذا موقف خيانة والتحول لجانب عدوهم رسميا يضعك موضع الإنسان براي آخر وحساب آخر وشروط أخرى.

درس وعبرة

لا يحق لي القول إن الحاخامات ومن تجمع معهم في الكنيس يدعون على حماس ويطلبون النصر خونة فهذا معتقدهم بل تمام الإيمان والإخلاص له، ولان مثلهم في الطرف الآخر كل يدعو ما يظن انه وعد إلهي له، ولكن من يتشفى باهله في ظنه أن هذا رزقه فيه وحياته في إرضاء من يرى نصر عدوه غاية وليس نصرة للحق وحينما سيطرت غرائزه وحاجاته على منظومته العقلية فهو كإبليس شيطان خائن.

فيا أيها الناس كائن من كنتم لينظر كل إلى موقعه اهو إبليس أم آدم وكيف يحافظ على الآدمية فيه أو كيف يكون شيطانا بموقف خيانة العهد ودوما هنالك كلمات ربك لمن تاب.

 

 

 


مشاهدات 461
الكاتب محمد صالح البدراني
أضيف 2023/12/03 - 4:26 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 5:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 134 الشهر 134 الكلي 9362206
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير