موقف الممثل وتمثيل الموقف

سعد جهاد عجاج

لا شك ان لكل دولة موقف سياسي تجاه القضايا المصيرية يعكس توجه الحكومة ويتناغم مع موقف وتطلعات الشعب، وبطبيعة الحال فان هذا الموقف يكون معلنا ومعلوما في المحافل المحلية والدولية من خلال ممثلي الدولة. ما حدث مؤخرا في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة وخصوصا الموقف الذي اظهره ممثل العراق يثير الاستغراب ويتطلب الاستدعاء.

يقال ان غلطة الشاطر بالف ولكن غلطة ممثل لدولة مثل العراق بعمقه التاريخي والنضالي المساند دائما لقضايا الامة لا يجب ان تمر مرور الكرام خصوصا وان الموقف الرسمي والشعبي ومنذ عقود والى عقود هو مساند للقضية الفلسطينية ومدافع بكل اشكال المدافعة قديما وحديثا. لا نعلم سر هذا الاخفاق في التصويت لصالح مشروع القرار الذي يدعو الى وقف اطلاق النار خصوصا وان حقن الدماء اهم من كل الاعتبارات الاخرى ولكن موقف الممثل لجمهورية العراق كان في واد اخر، وربما كان هناك عمقا استراتيجيا دعاه لعدم التصويت، الله وحده اعلم !

الاغرب من ذلك هي عملية تمثيل الخطأ بانه غير مقصود وان هناك خللا تقنيا في اجهزة التصويت والسؤال المطروح هل ان الخلل اصاب جهاز تصويت ممثل العراق فقط ام ان عملية الفتق كبيرة ولا بد من خياطته بسرعة و استدراك الموقف باي عذر وان كان مضحكا ! مهما يكن من امر ومهما يكن العلاج فان الانطباع الاول عن موقف العراق السلبي تناولته جل القنوات الاخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي واثر على اصل مصداقية الموقف المعلن من قبل الحكومة وشكل صدمة للراي العام المحلي وبدا يُشكِل على من يمثله امام المحافل الدولية خشية ان ينحرف قرار العراق عن مساره المرسوم من قبل الحكومة لما للعراق من اهمية في التاثير العالمي.