الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عراق الدولة وعراق المقاومة .. إلى إين ؟

بواسطة azzaman

عراق الدولة وعراق المقاومة .. إلى إين ؟

عبدالخالق الشاهر

 

منطق الثورة والقانون الدولي (بلا مقدمات)

لا شك ابدا بحق الشعوب في مقاومة الاحتلال والنفوذ الاجنبي او التدخل في الشؤون الداخلية للبلد تحت اي صورة وقع فالسيادة لا تتجزأ ، ولا فرق كبير بين من يحتل ارضك بالقوة او من يتدخل في الشؤون الداخلية فكلاهما ينتقص من السيادة وفي مجال المقاومة الفلسطينية يحق لكل عربي ولكل مسلم ولكل انسان حر ان يدعم المقاومة الفلسطينية لأن العدو الاسرائيلي ارتكب اليوم جرائم ضد الانسانية وليس جرائم ضد فلسطين او العرب والمسلمين فقط .. ووضع الهدف الرئيسي لكل ما يقوم به من جرائم « تدمير حماس أي هو يريد تدمير المقاومة المشروعة ضد احتلاله غير الشرعي لأراضي فلسطين التأريخية وهذا لا يحتاج الى تفصيل .. عدا اضافة حقيقة الى تلك الحقائق وهو ان الولايات المتحدة شريك اساسي وداعم لتلك الجرائم

هذا هو المنطق السليم الذي لا غبار عليه ولكن؟؟؟؟ هل كل من له حق القتال يجب ان يقاتل ؟؟ وإن كان الأمر كذلك فلماذا لم يأذن الله لنبيه محمد (ص) بالقتال الا بعد اكثر من عقد من الزمن على نزول الوحي؟؟ القرآن يقول «بأنهم ظلموا « ولكن اسباب النزول تقول ان رب العزة لم يأذن لهم لأنهم لم يكونوا جاهزين للقتال وإلا فالظلم وقع عليهم في بدايات الدعوة ، ولعل في صلح الحديبية بين نبي الله وكفار قريش دروس كبيرة في هذا الاتجاه ، وخصوصا في مخرجاته وهي بقاء الاسلام وفتح مكة ونشر الاسلام

 منطق الدولة الحديثة

للأخ المفكر نديم الجابري مقولة قديمة مختصرة بقدر ما هي رائعة يوصف فيها وضع النظام السياسي للدولة العراقية بقوله ( هناك حكومة لا زالت بعقلية معارضة وهناك معارضة لا زالت بعقلية حكومة ) وهذا ما هو جار لحد الآن رغم ان الدولة لا يجوز لها ان تكون ثورية بالمعنى التقليدي للثورة او المقاومة .. فضلا عن ان الدولة لا ينبغي لها ان تتدين او تتحزب لأن واجباتها هي ان توصل الكهرباء والماء لبيت المسيحي والمسلم والشيعي والسني وكذلك البعثي والشيوعي والمستقل والمعارض وهي مسؤولة تماما عن تحقيق المساواة في الحقوق والواجبات « العراقيون متساوون» ولا يوجد حزب اكبر ومكون اكبر ومكون اصغر                                                                                                   على صعيد آخر نسأل : هل يمكن للدولة ان تكون دولة مقاومة ؟؟ وهل يجوز مثلا لدول اسلامية ان تبني محورا للمقاومة ، وهل حصل ذلك في الدول المسيحية ؟؟ كلا بالتأكيد ..لماذا .. لأن الدول تتصرف بموجب اعراف وتقاليد دبلوماسية وقد تلجأ الى الحرب تحقيقا لمصالحها الحيوية وتضع حساباتها وتقديراتها على وفق المصالح المتبادلة والقدرات الواقعية الشاملة «اقتصادية . اجتماعية .عسكرية. سياسية. تقانة « والدولة ناقصة السيادة تسير على وفق هذه الاسس لإكمال سيادتها المنقوصة  اما بيت القصيد ( جمهورية العراق) فيمكننا ان نسأل : هل يجوز لها ان تكون دولة مقاومة ضد الوجود الامريكي في العراق  خصوصا عندما يكون من تتوجب مقاومته هو الحليف الذي استدعي يوما من قبل معارضة النظام السابق ( السلطة الواقعية الحالية) ليزيح النظام السياسي القائم في حينه ويضع النظام الجديد بمجلس حكم كان اول لبنة في تأسيس المحاصصة ، ويرسم السياسة العامة للدولة من خلال قانون ادارة الدولة الذي بني عليه الدستور الى حد ما .. فضلا عن ان الانتخابات وقوانينها شرعت في ظل هذا الوجود،  ناهيك عن مشاركة النظام السياسي في مكافحة كل التهديدات التي واجهت ذلك النظام من خلال اسناد الحكومة بجدية وتشكيله للتحالف الدولي ضد داعش بعد ان قاتل بنفسه تنظيم الدولة الاسلامية وبعد خروجه بموجب اتفاقية اطارية سارية المفعول استدعيناه مرة اخرى باتفاقية رسمية بين حكومة السيد المالكي والامريكان خولتهم صلاحيات وامتيازات كثيرة وهذه الاتفاقية اعدت مكملة للاتفاقية الاطارية لينقذونا بعد ان وصلت داعش الى سيطرة التاجي بعزم شديد نتيجة انهيار المؤسسة العسكرية امامها ، وقدم الكثير وتفننت قوته الجوية في تدمير ايمن الموصل ومدينتي الرمادي والفلوجة في الانبار .. ذلك التدمير الذي لا يقل عن تدمير غزة وقدم العراق عشرات الالاف من الشهداء ضد مجاميع داعش وليس ضد (اسرائيل) الميركافا والفانتوم والغرب برمته ، وكل ذلك ولم نفعل شيئا بعد الذي حصل لمعرفة اسباب ذلك ، وبعد غزة صار ذلك المؤتمر ملزما لمعرفة اين الخلل وتحقيقات لجنة مجلس النواب جاهزة ... ولحد قبل ايام اعتبرت السفيرة رومانسكي حكومة االسيد السوداني شريكا وحليفا ، كما اعدت الذين قبله .. فضلا عن تسريب اخبار تقول ان السيد بلينكن في زيارته الاخيرة بعد الهجمات التي نفذتها فصائل المقاومة طلب من السيد السوداني ان يفصح ان كنا نريد القوات الامريكية ام لا .

لا ادري حقيقة هل ان عشرات الهجمات التي شنت بعد غزة وقبلها زخات الكاتيوشا بوجود ما يبعدها عن السفارة هل كانت مؤثرة تماما وهل هي حسب مبدأ الكلفة والتأثير تساوي ان ندخل مجابهة مع امريكا والتحالف الدولي .. ورأيي الشخصي ان كل التضحيات التي قدمتها غزة تساوي ما حصل في طوفان الاقصى وما تلاه من تصدي لهجوم بري انتحاري ؟؟

سؤال آخر وأخير .. الم يكن احد اسباب  عدم دخول حزب الله بكل ثقله في معركة غزة هو ان الشعب اللبناني متعب جدا جدا ولا يتحمل ردود الفعل الاسرائيلية الوحشية ، اليس الشعب العراقي هو من ذاق الامرين منذ اكثر من اربعين عاما .. حرب ثمانية سنوات .. حربين عالميتين .. حصار وتجويع لعقد من الزمن .. 105 الف طن قنابل ويورانيوم منضب ، ثارات ودكات وحروب اهلية وداعش وماعش وفساد و. و.و لعشرين عاما .

توحيد ساحات المقاومة

هل يحق للعراق ان يفعل المثل .. كما نص دستوره ويشكل فصائل مقاومة من الايرانيين داخل ايران ومن الاتراك داخل تركيا وتكون موالية للعراق وترتبط بالحشد الشعبي العراقي ويعزز ذلك بفصائل اخرى في الدولة س او ص وتكون تحت تصرف القائد العام للقوات المسلحة العراقية .. ان الأمر يبدوا كأنه نكتة سمجة ولكن الواقع يقول ان هناك فصائل مقاومة مقتدرة في اربعة اقطار عربية موالية ((للقائد الاعلى للقوات المسلحة الايرانية والحرس الثوري والباسيج والجندرمة...))  وهو سماحة السيد الخامنائي بموجب الدستور الايراني النافذ بل ان تلك الفصائل اقتحمت الساحة السياسية في تلك الاقطار بل واصبحت القوة السياسية الحاسمة في تلك الاقطار.

ردود الفعل الرسمية على العدوان الامريكي

لقد كان بيان السيد السوداني متوازن حيث انه ادان العدوان الامريكي على جرف الصخر وأعده انتهاكا للسيادة العراقية  وبنفس الوقت ادان هجمات المقاومة على المصالح الامريكية وطلب من الاجهزة الامنية متابعة تلك النشاطات ، ولعل كل قائد عام تسلم المنصب كان يطمح الى ان يكون قائدا عاما فعلا وفشل لأن ليس كل الفصائل ولا الحشد كله يرتبط به عمليا والدليل ان السيد قاسم الاعرجي حاول دخول جرف الصخر ولم يسمح له وحاول الكثيرون غيره وفشلوا ، وهنا يمكن القول ان العدوان الاخير جرى على ارض عراقية هي خارج السيادة العراقية عمليا ، وهذه حالة نادرة الحدوث تشابهها حالة خليج غوانتانامو في كوبا الذي استأجرته الولايات المتحدة من كوبا عام 1903 بمبلغ 4000 دولار ونيفا وتعد هذه القاعدة تحت الادارة الامريكية وأقامت عليها سجن غوانتانامو سيء الصيت .. بالتالي فأن العدوان على غوانتانامو لا يعد عدوانا على السيادة الكوبية بل على السيادة الامريكية .

اخيرا مرة اخرى .. الدولة دولة والثورة ثورة والمقاومة مقاومة وأن الخلط بين كل ذلك سيضعف الثلاثة وأن ذلك يشبه الخلط بين الدين والسياسة فيضيع الاثنان معا .. وقوات التحالف موجودة بمعاهدة ثنائية بين الحكومة العراقية والادارة الامريكية ، وأن اراد محور المقاومة الذي هو ضمن الاطار التنسيقي اخراج تلك القوات فيمكنهم اجبار الحكومة على اخراجهم من خلال تطبيق قرار مجلس النواب بخروجها كون الاتفاقية بين حكومة السيد المالكي والولايات المتحدة غير شرعية لأنها غير مقترنة بموافقة مجلس النواب في حينه .. اليس ذلك افضل ؟؟ وعلى محور المقاومة ان يستشرف المخرجات ويتحمل مسؤوليتها فأن كانت نتائج المجابهة العراقية للمصالح الامريكية (الكويت) قد جعلت ميزانية العراق (6) مليار دولار سنويا ووصل الدولار الى 3500 دينار فاعرفوا ان الستة ملياردولار اليوم تم سرقة نصفها تقريبا بسرقة القرن واليوم هناك مزاد عملة وهناك مكاتب اقتصادية للاحزاب وتعرفون ان لوحات الدعاية الانتخابية باتت مكلفة لأنها مصنوعة من الفولاذ كي لا تمزق ، وهناك ، وهناك ... ناهيك عن الملفات الامريكية الاخرى وغير ذلك الكثير ..هدانا الله جميعا الى ما فيه خير شعبنا الجريح فوالله ماحصل لشعبنا في غزة لا يرتقي الى ما حصل في حفر الباطن وطريق الموت وبصرة الصمود وغزة العراق (الفلوجة) وغزة الشام (بيروت) .. لذلك ينبغي ان نفكر الف مرة قبل ان نقدم دماء (8) شهداء آخرين دون حساب الكلفة والتأثير ، وهذا لا يشمل عديد شهداء غزة الابرار فالكلفة عالية والتأثير هو اعلى تأثير للدماء في التأريخ الحديث والمعاصر وسنرى لاحقا المخرجات لدماء عمالقة القسام وشعبنا شعب الجبارين كما اسماهم الشهيد (ابو عمار).                                                            

 


مشاهدات 584
الكاتب عبدالخالق الشاهر
أضيف 2023/12/01 - 2:56 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 10:36 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 11528 الكلي 9362065
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير