الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
صورة قلمية لشارع الزاحفين

بواسطة azzaman

صورة قلمية لشارع الزاحفين

عامر محسن الغريري

 

على امتداد الطريق لكربلاء المقدسة نصبت السرادق وبسطت فيها  السجاد والحصير وبعضها امتلأ بالكراسي الملونة  تنادي لمن اتعبه الطريق للاستراحة ثم المضي مع الراجلين الى ضريح شهيد الطف الحسين( عليه السلام )كانت تقودهم مره ويسبقونها اخرى ويحاذونها في المسير او يتخلفون عنها فتحثهم على المشي ..

 انهم ثلاثة اطفال باعمار بين السابعة والعاشرة  جاءوا مع  امرأة تلفعت بالسواد من قمة راسها الى اخمس قدميها تسير مع الجموع نحو الإمام ..

في حوض السيارة الخلفي  وراء القضبان الحديدية  حبست الشاة وهي تطلق اصواتا كانها تستغيث من شدة الحر تتبعها سياره اخرى تحمل ذات الجنس الحيواني قبلها بساعات كانت الجمال التي علتها الهوادج ويقودها شباب في العقد الثاني من العمر و يسوقها رجال  كبارالى كربلاء لتشارك في عروض تمثيلية تقرب الى الاذهان سير عائلة الحسين وهي تقطع الصحراء

في مكان اخر كانوا مجموعة من الشباب شدوا رؤوسهم باليشماغ السوداء وتزينوا بثوب الحداد وحملوا راية سوداء بسارية طويلة وهم ينشدون مع الهواتف المحمولة كلمات الرداد باسم الكربلائي اخاف من اعوفك بعد ما اشوفك..  اذا ما تجيني اقدر ظروفك

أمام نقاط السيطرات توالى نصب السرادق وصفت الكراسي الخضراء التي شقتها الطاولات المستطيلة تمهيدا لوضع طعام العشاء للزائرين  خلف المواكب اناس يتولون تنظيف دورات المياه بعض سائقي السيارات ترجلوا من مراكبهم ليشاركوا في طعام الاربعينية

في المحمودية التي تبعد 30 كيلو متر عن مدينة بغداد والتي يعتبرها مدونو التاريخ بوابة الجنوب  ينتصب خان السبيل ليطل على   الزاحفين الى كربلاء  فتحدق به عيونهم فيستذكرون الخانات وكيف كانت مأوى  ومبيت للعابرين لزيارة كربلاء قبل مئات السنين خان السبيل الأثري الذي يشمخ وسط  القضاء بفضاء  محاط بالاواوين وبوابة ذات طراز معماري قديم والذي ينهض على مساحة 200 متر مربع يذكر الزائرون بمبيت العوائل  المتوجهة نحو العتبات المقدسة ونزول القوافل التجارية في هذا المكان وغيره من الخانات للاستراحة والمنام..

 ○عندما تتجاوز القضاء تشاهد امام المواكب المنتصبه شاب يدفع بعربة يتوسطها  رجل طاعن في السن اعتمر العمامة وارسل لحيه بيضاء طويلة ولف ستاره خضراء على خصره يدفعه شاب تجاوز الثلاثين شيخ العربة يبتهل والدموع تطفح من عيونه يدعو والشاب يؤمن على الدعاء ويواصل دفع الزائر الكبير

انهم شباب ضموا وجوههم من حراره الشمس اللافعة ولهيب الصيف الحار لا ترى سوى عيونهم يبيعون الكارتات والسجائر والاحذية والجوراب انتشروا في مفترقات الطرق وبين المواكب ينادون بمكبرات الصوت ترويجا لبضاعتهم.

 


مشاهدات 457
الكاتب عامر محسن الغريري
أضيف 2023/12/01 - 2:25 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 12:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 335 الشهر 7903 الكلي 9369975
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير