فم مفتوح .. فم مغلق

الصورة توثيق بالعدسة

زيد الحلي

ان تكتب توثيقا ، عن « موثق « فهذا من الامور التي لم نرها ، إلا نادرا في الاعلام او البحوث ، ففي ظن الكثيرين  ان رجل التوثيق ، لا يحتاج الى من

يوثق له ، وهذا رأي ينفيه الادراك والعقل ، فالمتابعة الرصينة ، توجب على المرء ، ان يلاحق ابداعات « الموثق « فيجعلها ، مادة محفوظة للأجيال .. وحسنا فعل زميلنا القدير عبد العليم البناء ، بحدسه المهني المعروف ، بتوثيق ابداعات المصور الفوتوغرافي « علي عيسى «  وآخرون ، في كتاب ، باذخ في شكله وطباعته حمل عنوان  ( الفرقة القومية ــ الوطنية للتمثيل ) اشرف عليه واخرجه فنيا د  فلاح الخطاط ، وقد تضمن صورا جميلة ، التقطتها عدسة فوتوغرافية  ، جذرت مفاهيم آية في الروعة ، تصلح رواية فتوغرافية  للأجيال الحالية والقادمة ، ففي كل صورة احتواها الكتاب ، يمكن رؤية الجمال في كل شيء، ورؤية وتأليف الجمال هو ما يفصل اللقطة عن الصورة .

ان اللغة البصرية التي يمتلكها علي عيسى ، وسلط الضوء عليها الزميل عبد العليم البناء ،  قامت بجذب العين تجاه المضامين المسرحية والفنية المطروحة والتي تكون مرافقة لها، وقربت الأشياء والأجسام البعيدة وجعلتها لوحة ناطقة ، فالصورة المعبرة ، والاستثنائية  تحتوي على مجموعة من العلامات البصرية لا يفهما إلا خبير فوتوغرافي .

ومن خلال  مطالعتي للكتاب الانيق الذي قدمه البناء الى المكتبة الفوتوغرافية ، لاحظت بيقين ان حياة علي عيسى ، تشكلت نتيجة محبته للتجوال الحياتي والتوثيق ، وان كامرته هي جواز سفره الدائم ، وعندما يسأله الناس عن المعدات التي يستخدمها في عمله ، يقول لهم إنها عيني، فالتصوير الفوتوغرافي  بالنسبة له هو فن المراقبة بالعين ، وان الصورة الفوتوغرافية هي التقاط  لحظة مرت لن تتكرر ابدا، ولا يمكن إعادة التقاطها ..

وصدق من قال ان  التصوير هو إيقاف لحظة من الزمن في ورقة مستطيلة لتبقى للأبد  مثل الذكريات الخالدة ، والمصور التوثيقي ، يحصل على كل المتع الحياتية من خلال التصوير فيمكنه أن يخرج كل الجمال المخفي في الواقع وكشف نقاء القلب من بين ملامح الصخب ، فهو يتفاعل مع الوسط المحيط به لا يقل درجة عن الشاعر والقاص والتشكيلي .

لأخي عبد العليم البناء اقول : باركك الرحمن على هذا التوثيق المهم لمسيرة المصور ( الموثق ) الرائع علي عيسى .. متمنيا ان هذا المشروع ، بداية لمشاريع توثيقة اخرى في مجالات الفنون والاعلام والادب .. دمتما .