ما رأيته مخالف للصورة

حسنين جابر الحلو

الصورة تتكلم أكثر من الكتابة ، وتأخذ مديات في التحليل ومن جميع الزوايا ولاسيما لأصحاب العيون  الفاحصة والباحثة عن الحقيقة أو حتى أنصافها.

وهذا البيان والتبيين هو من عنديات كل قاريء ومشاهد يضع بصماته أو قل قراءاته على الصورة ، فاما يقرأها كما هي ، أو يضيف أو يحذف بسبب بيئته وعلمه وتعامله وحتى حياته وهذا أمر يبين علمية وفهم الواعي عن غيره .

وضمن هذه الصور المعروضة أمامنا في الواقع أو الميديا أو السوشل ميديا ماهي الا تفاعلات تنبيء عن حركية دؤبة في سيرورة الحياة وطبيعتها ، فالعرض مستمر وبتنوع.

ولكن ، هذه الصور تتغير بحسب تصورات وتغيرات ، وتمثلات أيضا،  فظهورها بيانيا صعودا ونزولا كأنها في نظرية « داو « ،  متعرضة للسياسة دائما في الالتحام والاقتحام ؛ ولأنها متوازية في عنواناتها تتأثر بحسب المبتنى الخاص والعام ، ولمجموعات واقعية من غيرها .

ومن هنا تشاهد صورة تتكلم عن انفجار في العطاء ، ولكن عن التحقق تجد البخل بعينه ، وقد تشاهد صورة ثانية فيها قوة الشخصية ، وعند التدقيق تجد الحالة هامشية ومن غير حتى ترتيب الكلمات والعبارات فتجدها مبعثرة يمينا ويسارا وغير قابلة حتى للتعبير عن حزمة الاراء المحاطة حولها بصريح العبارة لا تصل الفكرة حتى لأصحاب الفئة المتجانسة.

وفي مشاهدة ثالثة تجد ان هناك من يضع في الصورة عبارات التمدن و الحداثة والانفتاح ، وعند الاصطدام تجده متخلف عقلياً ، حتى لا يجيد وضع حلول لاتفه المشاكل ، والغضب يحصره من كل جانب ، وفي أدنى المواقف تلحظ عليه التغير التام والتراجع حتى في الكلمة .

فهل الصورة هي الحقيقة ام الحقيقة هي الصورة ؟ ولأننا دائما نتأثر بالصورة وبالظاهر فنحكم على المشاهد أمامنا وبالتبعية الحاملة للصورة لتكون لنا حيزا ايدلوجيا  خلف الكواليس للاطاحة بالمشاهد .

قضية الأزمة المرحلية بحد ذاتها اشكالية ماورائية متعددة الوجوه تبين المأزوم والمهزوم وكما يقول جلال الدين الرومي : « فالمرحلة المأزومة تدلّ على فرسانها من المدّعين المنافقين والمهتزّين مع كلّ ريح» ؛ لأنهم لا يسيرون وفق المعايير المعمول بها ، بل وفق ماظاهر للناس بانه جيد فهو جيد وانتهى الأمر،  وهذا خلاف المعقول .

ما نحتاج إليه ان نضع مشاهدات واضحة لكل الناس ، ولانكون مراوغين بصورنا؛ لاننا سننكشف ولو بعد حين ، وهذا هو منطق الحياة ويجب أن نفهمه ......