الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كتاب تأخرت بقراءته فندمت: عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية الإسرائيلية

بواسطة azzaman

كتاب تأخرت بقراءته فندمت: عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية الإسرائيلية

زيد الحلي

 

بقى الكتاب الذي اتناوله الان ، تحت انظاري اكثر من ستة شهور ، وكلما توجهت لقراءته ، يأتيني عارض ، فأغض الطرف عنه ، واضعه على رف الكتب الواجب قراءتها ،  مع يقيني ان اطلاعي على صفحاته بعمق ، ضروري لتنشيط الذاكرة الثقافية والمعرفية ، فمؤلفه مفكر كبير ، وباحث رصين ، وكاتب يتمتع بسعة فكرية ومنهجية شاسعة المدى .. انه الدكتور عبد الحسين شعبان ، مفخر فكرية كبيرة الشأن .. الكتاب هو ( عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية « الاسرائيلية»  وموضوعه مهم جدا في امسنا ويومنا وغدنا ، فهو يسير بنا بالأدلة والبراهين الى نقض مزاعم كيان الاحتلال الإسرائيلي، ودحض روايته ، وكشف كذبها  وزيفها بأسلوب المنطق والتاريخ والتحليل ، وجميعها مفعمة بالمعطيات الموثقة والمنهجية التي عرف بها د. شعبان . ومع  كل صفحة اقرأها في الكتاب ، العن الظروف التي اخرتني عن قراءة هذا الكتاب ، الصادر في بداية هذا العام ،  فمضمونه يعطينا صورة بانوراميه لما يحصل الان من عدوان يقوم به الكيان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية ، وفي غزة تحديدا .. ونظرة موضوعية  على  تفاصيل تأسيس عصبة مكافحة الصهيونية وحيثياتها ، ونقض الرواية الإسرائيلية التي تزعم تمثيلها يهود العالم، بمن فيهم يهود العالم العربي، تؤكد تفعيل ثقافة نقض الروايات ومواجهة دور الصهيونية والإمبريالية، وعملهم على تدمير من يخالفهم ، ويعطينا الكتاب تجارب تاريخية في مكافحة الصهيونية ودحض مزاعمها، وهذا ما يمكن استثماره في الوقت الراهن على الصعيد الدولي والمنظمات والمحافل الرسمية وغير الرسمية، والعمل على الكفاح ضد الدعاية الصهيونية والقوى التي تقف خلفها.  وفي اكثر من مكان في الكتاب ، نتحسس  الالم الذي يحس به المؤلف ، وهو يسبر غور الرواية الصهيونية ومسوغاتها السياسية والفكرية ومزاعمها الدينية، مشيرا إلى مواجهة عصبة مكافحة الصهيونية لها بعد الحرب العالمية الثانية، وكشف المخاطر التي تهدد بها، ولا سيما أن قضية فلسطين تكشف ذلك وهي قضية عربية ، اسلامية  داعيا المجتمع ، الى ضرورة كشف ما تدبره الصهيونية العالمية والساعية لتفردها وسيطرتها على أساليب الجريمة والهيمنة على العالم .. كتاب د. شعبان  احتوى 15  عنوانا  شملت تفصيلات مهمة تاريخية  ، الى جانب موضوعين مهمين يبحثان  في جزئيات  تأسيس عصبة مكافحة الصهيونية ، واهداف التأسيس ، ومسألة نقض الرواية (الإسرائيلية) التي تزعم تمثيلها ليهود العالم بمن فيهم يهود العالم العربي.

عواقب خطيرة

آمل  من أصحاب العقول المقفلة والمشككين  بحقيقة اكاذيب الكيان الصهيوني، ان يقرؤوا كتاب د. شعبان ، وينتبهوا لموقفهم السلبي غير المبرر، والذي له عواقب خطيرة سوف تدفع ثمنه الشعوب غاليا ،  إذا بقوا في جهل تام عن  المخاطر المرعبة للكيان الصهيوني  ..فلقد آن الأوان  للخروج من الفخ المعرفي الخطير الذي تروج له الرواية « الاسرائيلية «  التي تجعل العرب  يتخبطون في متاهات  معرفية ومنهجية، قامت جهات عالمية خفية متعاونة مع الصهاينة بتصميمها  بعناية ، يعطون فيها  ما يريدونه من معلومات مضللة ..  انهم  رجال الظلام، الذين يعملون في الخفاء، فينظرون الى العرب والمسلمين  بسخرية ويضحكون ، فهم  نجحوا فعلا في طمس الحقائق الأصيلة ، وشخصيا أهيب بكل باحث عن الحقيقة، أن يقرأ  كتاب د. شعبان  قراءة متأنية ، ففيه طرح جديد كل الجدة ، للحالة  المصيرية المتمثلة بفلسطين ،حيث يضع الكاتب في مرآة  الواقع ، الرحلة  العنكبوتية الاسرائيلية ،  بحقيقة ملآى بالأدلة  والشواهد .. ان المتبصر في تاريخ نشأة الصهيونية يرى أن ما جرى كان مركزا على أمرين : الأول هو المنظور الاستعماري الغربي والمتمثل في وضع معسكر صهيوني متقدم في قلب العالم العربي والإسلامي وهو» إسرائيل الصهيونية « فيتخلص الغرب منهم ويشكلون في ذات الوقت « دولة « صهيونية وظيفية للغرب وذلك بدعمه ورعايته.. والأمر الثاني : أن الصهاينة وجدوا في المشروع الغربي ما يحقق أحلامهم في تكوين»  دولة « صهيونية تجمع معظم اليهود الصهاينة في أرض فلسطين ، ومنها يتم سيطرتهم على العالم العربي والإسلامي بحكم الدعم العلمي والمالي والسياســــــــي والإعلامي الاستعماري . والنتيجة النهائية هي تحويل اليهود إلى مستوطنين صهاينة وطرد الفلسطينيين من وطنهم وتحويلهم إلى مهاجرين ، وبالتالي فإن عملية نقل اليهود من المنفى إلى فلسطين سواء بسبب ما يزعمون  «الوعد الإلهي» أو بسبب وعد بلفور تؤدي إلى نقل الفلسطينيين خارج وطنهم إلى المنفى .. ولعل ما يجري حاليا في غزة  البطلة ، يعطي توضيحا لا لبس فيه للأطماع الصهيونية التي بينها كتاب المفكر د. عبد الحسين  شعبان .

 


مشاهدات 517
الكاتب زيد الحلي
أضيف 2023/11/19 - 5:56 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 8:44 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 134 الشهر 134 الكلي 9362206
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير