نبض القلم

كلام السلاطين

طالب سعدون

أنهار من الدماء وجبال من المعاناة  في غزة تقابلها سفوح ووديان و (قمم) من كلمات لا يتعدى تأثيرها فضاء القاعات التي تعقد فيها الاجتماعات ومساحة المقالات في الصحف التي يسعى كتابها ليجعلوا من تلك الكلمات ( قوة ) أقوى من سلاح العدو وآلته التدميرية التي طالت كل ما على  أرض غزة  من انسان ومبان ومستشفيات لتكون واحدة من أبشع الابادات التي عرفها التاريخ الانساني ..

 مقالات لا يتعدى تأثيرها فعل تلك الكلمات .. فهي صدى لكلمات الحكام وقراراتهم .. فبعد ما يقرب من الخمسين يوما من المذابح اليومية للفلسطينيين في غزة  انعقدت القمة العربية الاسلامية ( قاتل الله العجلة ) بحضور 57  من الرؤساء والملوك والامراء أو من يمثلهم  دون قرارات بمستوى تلك المذابح ..

قرارات لا تتعدى الشجب والادانة والمناشدات وهم بهذا العدد الكبير الذي يمثل أكثر من ملياري انسان من هذا الكوكب  ومع ذلك هناك من كتاب السلاطين  من  يشيد بها وتجد بينهم من يحاول تضخيمها بحيث جعلها (رسالة) للعدو ومن يقف معه بان جميع الحكام العرب يحملون  قضية فلسطين في الاحداق  ولن يسقط  علمها ما دام بايديهم  القوية وان  العرب (الحكام) طبعا  لن يتركوا الفلسطينيين  وحدهم وان فلسطين عربية وحل قضيتها بيد هم وحدهم !! .. فمتى تحل ؟؟ هل بعد أن تصفى المقاومة كما تريد (اسرائيل) ومن يقف معها ويباد الشعب الفلسطيني في غزة ويشرد أهلها ويبعد من بقي منهم خارج ارضه ؟ ..

دماء ومعاناة تقابلها كلمات ودعوات الى حل سياسي وفوري  للقضية وللمجازر وتصفية الاطفال والنساء والشيوخ في غزة ..

هل يعرف الحكام وكتاب السلاطين ان ما يحصل في غزة على ايدي الصهاينة ليس قتالا بل قتل وجريمة بشعة ضد شعب اعزل وابادة للاطفال وتدمير لكل ما  على الارض الفلسطينية من بشر وحجر.

دماء مثل الانهار.. ماذا ينتظر العرب الرسميون  لايقاف جريانها على ارض غزة .. ؟ هل ينتظرون مزيدا منها لكي تتحول الى محيطات وعندها يكون كل شيء ضاع من ايديهم .. ولات ساعة مندم  .

ستنتهي الحرب لا محالة بنصر الشعب الفلسطيني في ادارته للحرب بكفاءة  عالية وسيلاحق (اسرائيل) ونيتنياهو عارالهزيمة في السابع من اكتوبر بعد أن ينجلي غبار المعركة وستعلن الحقائق كاملة على لسان الاسرائيليين الذين راوا عن قرب فعل  المباغتة الفلسطينية  الناجحة لجيش العدو وهزيمته امامها وعاشوا هول المعارك وممارسات الجيش الاسرائيلي وردود فعله الفاشلة  لتبرير جريمة الابادة التي يمارسونها ضد الاطفال في غزة واستمرار الحرب كل هذه المدة وستتعدى النتيجة الداخل الاسرائيلي  الى  العالم وستتغير وجهة نظره  حتما بعد ان شاهد الابادة الجماعية اليومية ضد الاطفال والنساء والشيوخ وسيكون ملف جرائم الابادة ضد المدنيين  من اهم الملفات التي ستفتح بعد انتهاء الحرب وهو نصر للفلسطينيين وهزيمة نكراء للاسرائيليين .. وربما نجد من يطالب بفتح ملف السلاح النووي الاسرائيلي واخضاعه للرقابة والمحاسبة بعد دعوة  وزير التراث     الاسرائيلي الى القاء قنبلة نووية على غزة  ولم يستبعد هذا الاحتمال وهو حل  ممكن وان قطاع غزة ينبغي الا يبقى على وجه الارض على حد قوله  مما اثار ردود فعل غاضبة ستكون أعلى ومن المبررات والاحتمالات لفتح هذا الملف في المحافل الدولية بعد انتهاء الحرب لكنه غاب عن قرارات هذه القمة ..!!

كما غاب عنها مطالبة المطبعين بقطع علاقاتهم وطرد السفراء الاسرائيليين  كما اقدمت على ذلك دول في العالم .

عذرا ..

كلمات الادانة  وحدها لا تكفي .. ولا تستحق ان  تقطع   لها كل هذه المسافات والاجتماع  من اجلها  .. يمكن لكل واحد  ان يقولها من مكانه  ويوفر لنفسه عناء السفر ..

اذا لم يكن لكلمات الادانة اثر وفعل على الارض لا يعيرها المقصود بها أي اهتمام   وتصبح وسيلة للاستهلاك الاعلامي .. ليس أكثر ..

والدليل : انها لم توقف العدوان على غزة بل ازداد العدو  بعدها وحشية وشراسة وعدوانا على المستشفيات وتجرأ على اقتحامها .. انها جريمة ليس بحق المرضى والاطفال  والنساء والشيوخ ، بل جريمة بحق الانسانية جمعاء .

فاين داعاة الانسانية من ذلك ؟ !!

كلام مفيد :

كلام جميل  تستحقه غزة وشهدائها :

عذرا باريس .. فلسطين أصبحت عاصمة العطور

فرائحة دماء شهدائها أزكى من مسك الدنيا كلها