شخصية لها دور مهم في تأسيس وكالة الأنباء العراقية

محسن حسين

في ذكرى تاسيس الشهيدة وكالة الانباء العراقية (واع) في 9 تشرين الثاني 1959 اذكر للتاريخ شخصية كان لها دور  مهم في التأسيس ابتداء من فكرة ايجاد وكالة انباء وطنية في العراق مماثلة لاول وكالة عربية هي الوكالة المصرية وكالة انباء الشرق الاوسط (ا ش ا).

ومع ان من المعروف ان قرار تاسيس الوكالة العراقية في اوائل عام 1959جاء من الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء الا ان الشخص الذي تولى اجراءات التنفيذ هو وزير الارشاد د فيصل السامر.ومن الثابت لنا انه اختار اثنين من الصحفيين كان لهما الشرف في تاسيس نواة الوكالة هما حميد رشيد ومحسن حسين (انا) لهذه المهمة في اوائل اذار من عام 1959 وكنا نعمل في جريدة البلاد اي قبل 9 اشهر على انطلاق اول اخبارها. وهو الذي اختار في وقت لاحق احمد قطان مديرا عاما وعمل معه ومع اخرين على اعداد قانون الوكالة رقم 158 لسنة 1959 الذي صدر في 28 أيلول 1959 واصبح نافذا عند نشره في الجريدة الرسمية في 6 تشرين الأول 1959 حاملا اسم الوزير فيصل السامر الى جانب اسم رئيس الوزراء الزعيم عبد الكريم قاسم.

قبل ذلك في اذار1959بدأ العمل الفعلي لتشكيل نواة الوكالة من الناحية العملية في دار الاذاعة  حيث عملنا انا والمرحوم حميد رشيد في غرفة اطلق عليها اسم (مكتب الارتباط) يرتبط اداريا بالمرحوم هشام القاضي الموظف في الإذاعة. وانضم إلينا لفترة من الزمن الزميل المرحوم إسماعيل الربيعي في بداية عمله الصحفي، والزميل مفيد الجزائري الذي تولى منصب وزير الثقافة عام 2003.ومن المساهمين في التاسيس اداريا المدير العام للاذاعة والتلفزيون ذو النون ايوب ومدير الاذاعة المقدم سليم الفخري.ونعود الى الدكتور فيصل السامر بالاستفادة من الموسوعة الحرة فهو من البصرة ، ولد عام 1924 درس في كلية الاداب بجامعة القاهرة  فنال البكالوريوس (1947)، والماجستير (1950)، وكانت رسالته بعنوان «حركة الزنج» .بعد عودته عمل فيصل السامر مدرساً في دار المعلمين الابتدائية، ثم انتقل الى دار المعلمين العالية (كلية التربية حالياً) ببغداد . وفي سنة 1953 اكمل الدكتوراه من الجامعة ذاتها وكانت رسالته بعنوان :»الدولة الحمدانية في الموصل وحلب « وعمل استاذاً ورئيساً لقسم التأريخ بكلية الآداب / جامعة بغداد مطلع السبعينات من القرن العشرين.

اتجه الى العمل السياسي وكان يسارياً وتقدمياً في تفكيره وتوجهه ، وكان أحد مؤسسي مجلة «الثقافة الجديدة» التي صدر عددها الاول في تشرين الاول 1953 .

في بداية الخمسينيات ـ أيضاً ـ أسهم بفاعلية في حركة السلم التي انطلقت آنذاك ، وحضر مؤتمرها السري الاول عام 1954 ، وفي العام نفسه اصبح مرشح الجبهة الوطنية الانتخابية عن البصرة الى البرلمان ، لكن مواقفة المناوئة للحكم الملكي أدت الى ان يفصل من الخدمة الحكومية مع عدد من زملائه ولم يكتف النظام السياسي السائد آنذاك بفصله بل ألحقه وزملاءه بالخدمة العسكرية الالزامية وأدخل دورة ضباط الاحتياط العاشرة التي خصصت للمفصولين سنة 1955 ، وبعد تسريحه اضطر للسفر الى الكويت للتدريس في بعض معاهدها التعليمية ولم يعد الى العراق الا بعد قيام ثورة تموز 1958، أذ أصبح الدكتور السامر (رحمة الله) ،من الشخصيات المهمة بعد الثورة ،فتسنم مناصب عديدة منها (مدير التعليم العام) في وزارة التربية (المعارف)، وهو من الداعين لتأسيس نقابة لهم، ولما تشكلت أول نقابة بعد 14 تموز 1958، صار أول رئيس لها.

وفي سنة 1959 اختاره عبد الكريم قاسم القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء، وزيراً للارشاد (الاعلام) ... وخلال الحقبة الوزارية اسس وكالة الانباء العراقية، والفرقة السمفونية ،ودار الاوبرا .

وبعد 8 شباط 1963 ترك السامر العراق وذهب الى (جيكوسلوفاكيا) السابقة اذ أسقطت الحكومة الجنسية والجواز عنه وعن أفراد أسرته ، حيث عمل أستاذاً في أكادمية العلوم في براغ عرضت عليه الحكومة التشيكية جنسيتها له ولاسرته ،فاعتذر عن قبولها .وفي تموز 1968 عاد الى العراق والتحق بأعضاء هيئة التدريس بكلية التربية ، ثم أعيد الى قسم التاريخ بكلية الآداب ليعمل أستاذاً ، وقد انتخبه زملاؤه رئيساً للقسم له العديد من المؤلفات والكتب في التاريخ ومن اهمها رسالتيه الماجستير (ثورة الزنج) ورسالة الدكتوراه (الدولة الحمدانية في الموصل وحلب).توفي يوم 14 كانون الاول سنة 1982 في لندن وترك ثلاث بنات هن سوسن دكتوراه في الادب الانكليزي في كلية الاداب جامعة بغداد وياسمين مهندسة معمارية في أبو ظبي ولبنى خريجة جامعة برايتون البريطانية وهي الان هي في كندا.