الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أمريكا أخطاؤها الكبرى في المنطقة

بواسطة azzaman

أمريكا أخطاؤها الكبرى في المنطقة

منقذ داغر

 

مثلت صدمة 7 أوكتوبر لحظة فارقة في التاريخ الأمريكي والعالمي لا تقل ربما في مفصليتها عن صدمة 11 سبتمبر. لقد أدت كل من الصدمتين الى خلق بيئة قرار ضاغطة  ودون ضابطة، مدفوعة برأي رسمي وشعبي مصدوم وفاقد للبوصلة مما جعل متخذي القرار يسارعون بقرارات أستراتيجية بناء على أفتراضات خاطئة ومشاعر لحظية. هذه الأفتراضات والمشاعر شكلت الأطار والسياق العام الذي ميّز عملية أتخاذ القرارات الأستراتيجية خلال مراحل التعامل الأمريكي الثلاث مع المنطقة منذ 2001 للآن. تمثلت هذه المراحل بالدخول ثم الخروج وأخيراً العودة.

1)مرحلة الدخول(الغزو). ففي أعقاب الهجوم الأرهابي على برج التجارة العالمي،شعر بوش بحاجة فورية للأنتقام ليس لتهدئة الشارع الأمريكي المصدوم بل للمحافظة على صورة أميركا التي لا تقهر من جهة والظهور بمظهر القائد القوي من جهة أخرى. لذا لم تكن الحسابات الأستراتيجية هي التي دفعت أمريكا لغزو أفغانستان والعراق،بل الأعتبارات النفسية والسياسية اللحظية التي أعقبت 11 سبتمبر. وفي حالة العراق تحديداً فقد بٌني قرار الغزو العسكري وما تلاه من أدارة مباشرة للعراق على عدد من الأفتراضات الكبرى التي ثبت خطأها فيما بعد. ولأن المجال لا يسمح هنا بمناقشة تفصيلية لكل من هذه الأفتراضات فسأكتفي بأيرادها فقط على أمل العودة لتفاصيلها في مناسبات أخرى. هذه الأفتراضات هي :

أ.العراق يشكل تهديداً وجودياً للعالم ولمصالح أمريكا من خلال أمتلاكه لأسلحة الدمار الشامل،وعلاقته بالقاعدة.

ب.أسقاط النظام العراقي سينشر الديموقراطية في المنطقة ويمثل رادعاً لسلوك الأنظمة الديكتاتورية التي خلقت الظروف لتصدير الأرهاب الأسلاموي(السني) للعالم.

ت.أسقاط النظام العراقي سيخلق نظام صديق لأميركا بما يعزز كثيراً من مصالحها نظراً للأهمية الجيوستراتيجية والأقتصادية للعراق.

ث.أسقاط النظام سيضعف ما أسمته آنذاك بمحور الشر(العراق،أيران،وكوريا الشمالية) وبالتالي يخدم الهيمنة الأميركية على العالم.

ج.العراقيون عموماً،وبخاصة الشيعة، سيشعرون بالأمتنان ويستقبلون القوات الغازية بالورود،مما يعزز العلامة التجارية الأمريكية العالمية(نشر الديموقراطية وحقوق الأنسان).

ح.المعارضة العراقية تصلح لقيادة ما بعد صدام.

خ.المقاومة العسكرية المسلحة للغزو هي أرهاب وليس تمرد.

2)مرحلة الخروج. لقد أثبتت كل الوقائع ما بعد الغزو خطأ هذه الأفتراضات مما سبب لأمريكا حرجاً عالمياً وداخلياً أستشعرت معه أدارة بوش بضرورة ترميم صورة أمريكا وسياستها داخلياً وخارجياً،والخروج من المأزق العراقي فتم الأتفاق على سحب القوات وتوقيع أتفاقية الأطار الأستراتيجي مع العراق. لكن ذلك لم يقنع أوباما وأدارته الذي رأى أن أميركا لم تخطىء فقط بغزو العراق،بل بالأنهماك بمنطقة الشرق الأوسط وترك الحبل عالغارب لمنافسها العملاق(الصين) فقرر تصميم أستراتيجية سميت بالخروج. بموجبها تنسحب أميركا من كل المنطقة وتترك لحكوماتها(بخاصة السعودية وأيران كما ذكر ذلك تحديداً في مقابلته الأخيرة  أثناء حكمه لمنصة أتلانتك( الأتفاق على ترتيبات أمنية تخفف التوترات في المنطقة.مرة أخرى أثبتت الأدارة الأميركية أنها تتخذ قراراتها في المنطقة بناء على على أعتبارات سياسية داخلية وليس بناءً على أستراتيجية أمريكية عالمية واضحة. أن أهم الأفتراضات الخاطئة لأستراتيجية الخروج  والمرحلة التي أعقبتها (2011-2023) تمثلت في النقاط التي ستعرض في مقال قادم.


مشاهدات 619
الكاتب منقذ داغر
أضيف 2023/10/28 - 12:27 AM
آخر تحديث 2024/07/15 - 6:22 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 370 الشهر 7938 الكلي 9370010
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير