إنهيار تام للمنظومة الصحية في القطاع وأسيرة إسرائيلية منبهرة بإنسانية حماس

بغداد وواشنطن تناقشان أوضاع غزة على وقع توتر يدفع كندا لمنع السفر للعراق

بغداد – قصي منذر

ناقش رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ،في اتصالين منفصلين مع وزيري الخارجية والدفاع الامريكيتين ، جهود التنسيق لضمان الوصول المستمر والآمن لإمدادات الغذاء والمياه والرعاية الطبية الى اهالي غزة على وقع توتر امني ناتج عن استهداف القواعد العسكرية التي تضم قوات اجنبية ، والذي دفع كندا للالتحاق بدعوة واشنطن وتحذير رعاياها بعدم السفر الى العراق خشية اتساع التهديدات الامنية. وقال بيان تلقته (الزمان) امس ان (السوداني تلقى ،اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن، جرى خلاله بحث تطورات الأحداث المتصاعدة في قطاع غزّة، وتفاقم الوضع الإنساني للشعب الفلسطيني)، وشدد الجانبان على (أهمية التنسيق لضمان الوصول المستمر والآمن لإمدادات الغذاء والمياه والرعاية الطبية، وغيرها من المساعدات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية للأهالي)، وثمن بلينكن (جهود العراق في تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزّة، وتأكيد ضرورة تنسيق الجهود المشتركة، لضمان الاستقرار في المنطقة وعدم اتساع ساحة الصراع ). وتابع البيان ان (السوداني تلقى اتصالا اخر من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ناقشا وجود المستشارين العسكريين وطواقم التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في العراق ودعم قوات الأمن العراقية بالمشورة والتدريب، وأهمية إدامة الانتصار على داعش)،

واكد السوداني (التزام العراق بحماية المستشارين العســــــــــــكريين والبعثات الدبلوماسية العاملة في البلاد). وافاد مصدر عسكري بإن واشنطن قررت تعزيز اجراءات حماية طواقمها العسكرية في الشرق الاوسط مع احتمالية تصاعد الهجمات على القواعد العسكرية في العراق وسوريا. وكانت وزارة الدفاع الامريكية قد اعلنت إسقاط طائرتين بدون طيار حاولتا استهداف قاعدة تستخدمها قواتها في سوريا. وتعرضت قواعد عسكرية تحتضن قوات اجنبية في سوريا والعراق لهجمات بالصواريخ والمسيرات خلال الأيام الماضية، والذي تربطه واشنطن بالتصعيد المستمر بين حركة حماس وإسرائيل.في وقت حذرت السفارة الكندية في العراق، مواطنيها من السفر إلى البلد الذي قد يتدهور الوضع الأمني فيه دون سابق إنذار، حاثة رعاياها بالمغادرة. ووجهت السفارة في رسالة عبر موقعها الرسمي (رعاياها بتجنب السفر إلى العراق بسبب الوضع الأمني المتقلب وغير المتوقع والذي يحتمل أن يكون خطراً)، داعيا الى (المغادرة إذا كان القيام بذلك آمناً). وطالبت الخارجية الامريكية، في وقت سابق ،الموظفين غير الأساسيين في طاقمها الموجود ببغداد مع عائلاتهم الى مغادرة البلاد، معللة قرارها بإن ازدياد خطر الإرهاب والخطف و العنف المسلّح، وعدم الاستقرار الذي يهدد المواطنين والمصالح الأمريكية هناك. الى ذلك ، قاطع رئيس الوفد العراقي ارشد الصالحي خلال افتتاح  أشغال الجمعية 147 للاتحاد البرلماني الدولي بالعاصمة الأنغولية (كلمة رئيس الاتحاد البرلماني الدولي بعدما ألقى كلمة منحازة للاحتلال الصهيوني). في غضون ذلك، اكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيان امس ان (الغرب سقط من سجل الإنسانية بمواقفه المؤيدة لحرب الإبادة الجماعية في غزة، وبنى بينه وبين الشعوب العربية والإسلامية سورا لن يسقط أبدا)، واضاف (كم يحتاج قادة الدول العربية والإسلامية من الدماء والمجازر حتى تغضبوا لله وتأخذوا موقفاً للتاريخ)، واشار الى ان (هؤلاء المجرمون لا يفرقون بين أحد ،ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويرتكبون أفظع المجازر)، مضيفا (ستلاحقهم جبابرة المقاومة وأسود الوغى، وستدك معاقلهم ولن ينعموا بأمنٍ مهما طال الزمن حتى ينعم شعبنا وأطفالنا بالأمن والحرية والسيادة فوق أرضنا المباركة).

من جهتها ،اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ، انهيار تام للمنظومة الصحية في مستشفيات القطاع بشكل كامل بعد ارتفاع ضحايا القصف وسط نقص بالوقود والمستلزمات الطبية. واحرجت الاسيرة الاسرائيلية يوخفد ليفشيتس التي أطلق سراحها أمس من غزة ،الاحتلال بعد الاشادة بمواقف حماس التي وصفتها بالانسانية. وقالت (عندما وصلنا إلى غزة، أخبرونا في البداية أنهم يؤمنون بالقرآن وأنهم لن يضرونا، وانهم سيعاملونا كما يعاملون من حولهم)، واضافت (كنا تحت حراسة مشددة، وعرضونا على مسعف وطبيب للتأكد من توفر الأدوية التي نأخذها ، فكانوا مهتمين جدًا بالجانب الصحي، وكان لدينا طبيب ملحق يأتي كل يومين أو ثلاثة أيام ليرى ما يحدث معنا)، واشارت الى انهم ( تحملوا المسؤولية وحرصوا على إحضار الأدوية، وإذا لم تكن هناك أدوية ، فيعطوا أدوية مكافئة، لقد كانوا طيبين للغاية ويتأكدوا من أننا نأكل جيدا، كنا نأكل نفس الطعام مثلهم، لقد عوملنا بشكل جيد، واهتموا بكل التفاصيل، وكان لديهم نساء معنا يتأكدن من حصولنا على كل شيء)، واستطردت بالقول ( لقد خططت حماس لكل شيء منذ مدة طويلة، وأعدوا كل ما نحتاجه، بما في ذلك الشامبو والبلسم ،لكن إن نقص كفاءة الجيش أضر بنا كثيرًا، وكنا كبش فداء للحكومة).