الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
صناعة البطل

بواسطة azzaman

صناعة البطل

محسن التميمي

 

في زمن مضى، كان الفشل في اية مهمة رياضية خارجية يعني العقوبات الشديدة وحلاقة شعر الرأس ودخول متنزه الرضوانية واذلال الرياضي بل اهانته وتدمير حالته النفسية الامر الذي يؤدي الى اصابته بالاحباط واليأس، وعلى الرغم من ذلك عليه ( اي الرياضي او المدرب ) العودة إلى نشاطه ورياضته حتى لو كان بوضع نفسي صعب «

الان الامر مختلف تماما لان الفشل والاخفاق لايمثل شيئا للرياضي وربما اصبح امرا عاديا جدا وهو لم يشعر بمسؤوليته ،

المفروض ان نخرج بحصيلة محترمة من الاوسمة ونحن نشارك في دورة الالعاب الاسيوية التي جرت في الصين لسبب بسيط هو ان الدعم المالي موجود فضلا عن ذلك توفير معسكرات تدريبية داخلية وخارجية والفرق الفردية والجماعية تحصل على مساحة كافية من الوقت في سبيل التحضير والاعداد خاصة ان اتحادات كثيرة سجل العديد من رياضييها ارقاما عربية واسيوية وعالمية قبل الدخول في المنافسات الحقيقة لدورة الالعاب الاسيوية ولكن هؤلاء فشلوا ولم يحصوا على شيء في الصين ،

نعتقد ان انعدام القيادة والتخطيط والعمل المنظم في اغلب الاتحادات الرياضية كان السبب الرئيس بهذه النتائج الهزيلة وربما كان متوقعا ان نتذيل ترتيب الاوسمة لان الاسباب والمسببات كانت ستكون موجودة في اول حديث للمسؤولين في الاتحادات وهو العذر الذي يطلق عليه اقبح من الفعل «

عندما تكون الاتحادات سائبة بلا رقيب وهي تهمل الخطط والبرامج وتقوم بتنظيم بطولات محلية شكلية لذر الرماد في العيون وتسيطر العوائل( الاب والاخ وابن الاخ وابنته وزجته وجيرانهم واصدقاء السيد الرئيس ومعارفه ) فأن الامر الطبيعي ان ننتج رياضة ميتة غير قادرة على التنافس لان الفساد ينخرها من كل مكان «

اللجنة الاولمبية وعلى لسان امينها العام، رمت الفشل والاخفاق في دورة الالعاب الاسيوية في سلة الاتحادات الرياضية بسبب عدم مقدرتها على المحاسبة وليس لها الحق بحل اي اتحاد او الجلوس معه لغرض مناقشة فشله، الامر الذي يجعل جميع الاتحادات بمنأى عن الحساب والاخيرة تعمل وفق برنامجها القديم ( الحصول على الاموال وتنظيم بطولات شكلية بلا تخطيط مسبق )

لانطلب من اللجنة الاولمبية زج الرياضيين بمتنزه الرضوانية وحلاقة رأس الرياضي ولا اهانته وتدمير نفسيته وتشجيعه على الخروح من بلده وطلب اللجوء لبلد اخر ، ولكن على اقل تقدير ان تشكل لجنة فنية والاخيرة تقوم بمراقبة ومتابعة عمل الاتحادات الرياضية ورفع تقويماتها الى اللجنة الاولمبية بعد كل ستة أشهر على سبيل المثال « بدلا من تركها وهي تمارس دور المتفرج والنتيجة لاشيء « هل قام احد اعضاء اللجنة الاولمبية بحضور بطولة محلية برفقة خبير رياضي لمشاهدة المهازل التي تجري في هذه البطولات( الوهمية ) التي تضحك بها الاتحادات على ذاتها قبل الاخرين؟ صناعة البطل الرياضي عندنا مفهومة بشكل خاطئ تماما وربما يتصورها البعض كلمة سحرية (كن فيكون) حتى صاروا يرددونها بمناسبة وبدونها ولايعرفون، من قريب او بعيد ، ان رياضة الانجاز العالي تتطلب جهود وتفكير وعمل وتخطيط وبرنامج رصين وخبراء على دراية وعمل ومعرفة بما يقومون به وتجارب مسبقة واختبارات وملفات ودروس ومحاضرات نظرية وعملية في سبيل الوصول الى النتائج المرجوة قبل الدخول باية منافسات رسمية خارجية « خبراء التدريب يقولون، ان التمرين الصحيح بالضرورة يؤدي الى اداء صحيح ، لذلك مادامت رياضتنا تؤدي بشكل هزيل فأن تمرينها كذلك « في وقت سنبقى به نردد دائما وابدا ، مقولة ( صناعة البطل ) بدون ان نعرف كيف ولماذا ومتى واين وبماذا نصنعه؟

 

 

 

 

 


مشاهدات 542
الكاتب محسن التميمي
أضيف 2023/10/24 - 4:05 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 5:02 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 251 الشهر 7819 الكلي 9369891
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير