الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
واجهات لصناعة التوحّش

بواسطة azzaman

واجهات لصناعة التوحّش

عدنان سمير دهيرب

 

تستخدم الدول , الحكومات و المؤسسات الأمنية و المخابراتية واجهات أو عناوين تحمل أبعاداً أجتماعية أو أخلاقية . تشير الى حماية الافراد و المجتمعات خلافاً لعملها الذي ينطوي على أبعاد يجهلها المواطن جراء السرية في العمل و المهام الموكلة لها و التي تقوم تحت أغطية سميكة ليس يسيراً معرفة غاياتها التي تروم تحقيقها . لاسيما و أن التطور التكنولوجي يشهد قفزات للسيطرة على المعلومات و نشرها بما ينسجم مع أهداف تلك المؤسسة الرسمية . أو نقيضها كمنظمات و جماعات تحمل أيديولوجيا و أهداف مغايرة لتلك المؤسسات تستثمر الوسائل التقنية و الاتصالات في عملية النقل السريع للصور و الافكار و الأموال و الدعاية و العمليات المسلحة و أساليب الترهيب و الترغيب التي أتخذتها الجماعات الارهابية خلال الاعوام المنصرمة و مازالت لغاية اللحظة , لكسب و إستمالة الافراد في بقاع مختلفة من العالم الذي ما برح يخوض الصراعات و يعاني من التحديات التي غدت تشكل مصدراً للازمات المتوالية و عدم الاستقرار في البلدان ذات الأنظمة الهشة . و المجتمعات متعددة الأثنيات و الطوائف التي يتغذى فيها الجمهور على خطاب الكراهية و العصبية التي تنشرها الطبقة السياسية و وسائل الاعلام و التواصل الاعلامي والاجتماعي .

اعوام منصرمة

و قد تجلى ذلك خلال الأعوام المنصرمة بعد دخول عصابات داعش الى الاراضي العراقية في عام 2014 و سيطرتها على مدن رئيسه أو ثلث مساحة البلد , أدت الى نزوح ملايين السكان و أرتكبت جرائم بشعة بحق المواطنين و على وجه التحديد الأقليات المختلفة دينياً او مذهبياً مع تلك العصابات .

و خلال الاعوام التسع الماضية نشرت معلومات و تحليلات و دراسات و مقالات و تصريحات و نتائج تحقيقات . جُلها أكدت أن ثمة جهات دولية و أقلمية مع تواطؤ قوى محلية كانت وراء دخول تلك العصابات الى العراق , و مازالت آثارها المؤلمة و المأساوية غائرة في المجتمع سواء المتضررة منها بشكل مباشر او الجهات التي كانت أدوات او قوات قدمت الضحيات الجسام للخلاص من ذلك لرعب و القسوة و التطرف في الفكر و السلوك .

أقول أن ذلك الهجوم البربري كان معلوماً لدى جهات تحمل واجهات خلافاً لما تضمر للعلن أسهمت في مساندة تلك العناصر, و المعلومات و الأساليب التي كانت تنشرها فبي وسائل التواصل و الاعلام و الانترنيت . و نشير لـ ASA و هي وكالة تجسس أمريكية بميزانية تعادل أربعة أضعاف ميزانية الـ CIA , تتوفر على تقنية قادرة على تسجيل كل كلمة تقال عبر الهاتف او الفاكس او البريد الالكتروني في جميع أنحاء العالم . يمكنها إعتراض مليوني محادثة بالدقيقة . و تعمل هذه الوكالة في خدمة تحكم الولايات المتحدة بأقتصاد العالم و سياستة . لكن واجهتها الرسمية هي الحفاظ على الأمن الوطني و محاربة الارهاب , تسمح لها منظومات المراقبة بتعقب أية رسالة لها علاقة بالمنظمات الأجرامية الخطيرة (إدواردو غاليانو / رأساً على عقب).

بمعنى أن دخول تلك الجماعات البربرية لم يعد لغزاً . و أن تلك الواجهات هي جزء من عمليات التضليل التي تتفوق بأستخدامها الولايات المتحدة تحت عناوين متعددة و مختلفة بهدف الهيمنة و إخضاع الدول و الشعوب بصناعتها للازمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية , إضافة الى خلق عدو يسهم بتسويق سلاحها , وحروب تدمر تلك المجتمعات و الدول باستنزاف طاقاتها الاقتصادية و البشرية .

إذ أن الوكالة او المؤسسة المخابراتية تمتلك قدرة السيطرة على الوسائل والمحتوى الذي تتداولة تلك العصابات و المنظمات الارهابية و غيرها في شتى مناحي الحياة و بذلك فأنها تحمل واجهة أو عنوان لصناعة التوحش و ليس مكافحة الارهاب.


مشاهدات 537
الكاتب عدنان سمير دهيرب
أضيف 2023/10/11 - 1:20 AM
آخر تحديث 2024/07/17 - 5:02 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 252 الشهر 7820 الكلي 9369892
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير