قضية الأمة تتجدّد

سعد جهاد عجاج

كنت افكر فيما مضى كيف لهذا الجيل ان يعرف القضية الفلسطينية والمظلومية التي يتعرض لها شعبنا العربي هناك وهو يواجه المحتل دفاعا عن الارض والعرض والمقدسات والمسجد الاقصى ومسرى الرسول واولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. كنت اظن ان الوقت قد فات وما عاد بالامكان ان نستدرك لنزرع في نفوس اطفالنا وابناءنا وشبابنا الانتماء للقضية والدفاع عنها. ان ما حصل مؤخرا من اعتداء وحشي على المدنيين الامنين والذي لا يمكننا ان نعده الاخير لان الاستهداف والعدوان مستمر ليل نهار، لكن ما حصل في مستشفى المعمدانية لفت انظار الجميع وافاق من كان يسبت في نوم عميق. لفت انتباهي التفاعل الكبير في وسائل التواصل الاجتماعي والتنديد الواسع بتلك الجريمة بالاضافة الى ما صدر مؤخرا من اوامر حكومية وحث الموظفين والطلبة والتلاميذ للخروج بتظاهرات تضامنية منددة بالعدوان الاسرائيلي على الابرياء والمجازر المرتكبة بحقهم.

كان لهذا الحدث الاثر الكبير في اعادة القضية الفلسطينية والاراضي المحتلة الى الواجهة حتى اصبحت مادة لاحاديث الناس صغار وكبارا شيبا وشبابا نساء ورجالا وسرني هذا التفاعل الكبير، عدا هذا وذاك رايت رواد المكتبات يتنافسون على اقتناء العلم الفلسطيني ورايت المطابع تتنافس في تلبية طلبات الزبائن لطباعة الاعلام والبوسترات واللافتات لنصرة القضية الفلسطينية. عندما يبدا الطفل بالسؤال عن فلسطين وعما يجري هناك فهذه بادرة خير ولا يمكن الا ان نعد هذا بابا من ابواب النصر وبداية نهاية الاحتلال رغم عدم التكافؤ لكن وعد الله بالنصر حتمي لا مفر منه « انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا » ولا يسعنا الا ان ننتظر وعد الاخرة حين يكبر الصغار وحين يبعث الله عليهم عبادا له اولي باس شديد وسيرى الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.