الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
خروج فلسطين من جوف إسرائيل

بواسطة azzaman

خروج فلسطين من جوف إسرائيل

خليل ابراهيم العبيدي

 

لم تزل إسرائيل ومنذ قيامها الباطل تحاول عزل القضية الفلسطينية عن تاريخها ، وتحاول تحويل قضيتها مع الشعب الفلسطيني إلى قضية عدو يتربص بها الفرص ، وأنها تلك الدولة المسالمة التي تعاني من الارهاب ، وكأن تاريخ ولادتها مجهولا وبعيدا عن الاستحواذ على اراضي الغير بالقوة، أو بعيدا عن قرار دولي تحت تأثير استعماري برقم 181د،ج أصدرته الجمعية العامة عام 1947 ،  ليقر بولادة دولتين ، ظهرت هي ولا زالت دولة فلسطين في جوفها ، والألم الذي تعانيه ناتج عن كتلة بشرية تم تجزئتها إلى عرب الشتات وعرب الضفة وأهل غزة ، وأخذت طيلة خمسة وسبعين عاما تشكو من وطأة تمرداتهم وتظهرها للعالم على أنها أفعال إرهابية ، فتارة تدعي أن العرب يريدون محوها ، وتارة تتباكى من أنها ضحية حماس أو الجهاد ، وتحاول إيهام العالم  والدعم الغربي يروج ، من أنها الضحية والمقاومة هي الجلاد ، ولم تذكر أن التاريج لا يسير مغمض العينين فهو والعالم المنصف المتمدن يذكرها أنها تعاني الام كتلة بشرية صارت ثقيلة عليها ولها الحق بإقامة دولتها خارج جوفها الضعيف أمام مخاض تقوده منظمات شعبية انطلقت منذ يناير عام 1965 بثورة عارمة زعزعت كل تلك الادعاءات الكاذبة .

أن إسرائيل تدرك جييدا أن أفعالها منذ عام 1965لم تكن لتحد من عنفوان الشباب الفلسطيني ، وان ما قامت به منذ ثلاثة أعوام في التوسع الاستيطاني في الضفة على حساب ما هو جوهر الدولة الفلسطينية ، وان دعم الجيش الإسرائيلي للمستوطنين يشجعهم على المضي في الاستيطان من جهة وقتل الشباب الفلسطيني المدافع عن أرضه من جهة اخرى ، كما وان عملية الاستيطان المستمرة  منذ عام 2016 ولغاية 2021 تمكنت في اسكان ما يزيد بكثير عن المليون مستوطن يهودي وإقامت الآلاف البؤر الاستيطانية القابلة للتوسع الالي على حساب أصحاب الأرض ، هذا اضافة الى ما يقوم به اليمين الإسرائيلي من تحدي لمشاعر الفلسطينيين عن طريق اقتحامات مستمرة للمسجد الأقصى اضافة الى إقامتهم الشعائر اليهودية في المقدسات الإسلامية متناسية الكتلة البشرية الفلسطينية ورد فعلها الذي لا زال يسبب القتل الإسرائيلي للشباب المدافع عن أرضه في الضفة مما دفع بأهل غزة لإعلان التمرد الاخير فقد قادت حماس عملية طوفان القدس التي كانت بحق صفعة للموساد وضربة في الصميم للمخابرات العسكرية الإسرائيلية ، وكانت ايضا تعبيرا عن إرادة شعب واع لقضيته محاصر منذ خمسة عشر عاما ،اضافة إلى أن حماس كتبت درسا جديدا في العسكرية وهو درس فريد لان من كتبه حركة ثورية لا جيشا نظاميا .

أن كل الدلائل تشير أن إسرائيل لا يمكنها العيش بسلام وفي جوفها دولة مؤهلة للقيام على اراضي ما قبل الخامس من حزيران عام  1967، لانه بات الحل البديل لولادة دولة عربية إلى جانبها وهو حل يقوم على الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي.

 


مشاهدات 475
أضيف 2023/10/23 - 4:06 PM
آخر تحديث 2024/07/02 - 2:58 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 161 الشهر 588 الكلي 9362660
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/7/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير