الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قاعة مناقشة البحوث العلمية

بواسطة azzaman

قاعة مناقشة البحوث العلمية

 

لينا ياقو يوخنا

 

 

ونقصد هنا بالتحديد مناقشة طلبة الدراسات العُليا فمجرد وصولهم الى المرحلة النهائية من كتابة بحوثهم في (الدبلوم العالي, الماجستير, الدكتوراه), يتم اختيار احدى القاعات الموجودة في الكلية لغرض اجراء المناقشة, وهنا يفرض على الطلبة دفع اجور للمسؤول عن القاعة كونه يقدم الضيافة الى جميع الحاضرين, ونقصد بالضيافة هنا المشروبات الساخنة والباردة مع الحلويات المختلفة والمكسرات احياناً, وهذه المشروبات والمأكولات يشتريها الطلبة مسبقاً على حسابهم الخاص قبل المناقشة. وعلى الرغم من عدم وجود كتاب رسمي من الجهات المعنية سواء الوزارة او الكليات يفرض على الطلبة شراءها لكنها اصبحت عادة متبعة في مناقشات طلبة الدراسات العُليا في العراق, ولا مانع لدى الجهات الادارية في الكلية حتى الان في استمرارها بحجة اعطاء حرية للطلبة في يوم مناقشتهم بفعل ما يحلو لهم ويفرحهم .

وجه الفساد

ان دفع رسوم القاعة بحجة الضيافة تعد احدى اوجه الفساد وان كان المبلغ لا يتجاوز المائة الف دينارعراقي في غالبية الكليات والجامعات الحكومية على اعتبار ان الجامعات الاهلية غير مشمولة بالدراسات العليا, الا ان هذا لا يعني قبول الامر واستمراره, وان عدم وجود قانون يجبر الطلبة على شراء المأكولات والمشروبات لا يبعد الكُلية عن تحملها مسؤولية ذلك كونها الجهة المخولة بالسماح وعدم السماح لما يحصل داخل اروقتها وقاعاتها. كما ان كثير من الطلبة يعانون من ظروف معيشية صعبة خاصة وان جزء كبير منهم بلا عمل فيضطرون الى اخذ مصاريفهم اليومية من ذويهم, كما ان بعض البحوث تتطلب مصاريف مادية وبالتحديد في الاختصاصات العلمية كالمجموعات الطبية والهندسية وغيرها. لهذا فأن اي رسوم مادية يدفعها الطالب تثقل كاهله وكاهل عائلته, لكنهم يضطرون الى فعل ذلك والسبب قبول الكلية بذلك من جهة ومحاولة السير على خُطى الزملاء الذين يفعلون ذلك لأنه ومن وجهة نظر الطلبة السائدة ان ذلك مقياس لكرمهم ومن المُعيب عدم ضيافة اللجنة التي تبذل مجهودات من ساعتين الى خمس ساعات- بحسب نوع الشهادة- في النقاش بموضوع الدراسة وان اقل ما يقدمونه لاساتذتهم هو ضيافتهم. علماً ان واجب اللجنة هو مناقشة الطلبة فهذا عملهم, كما ان واجب الاهل حضور مناقشة ابنائهم وبناتهم, وكذلك الحال بالنسبة للاصدقاء الحاضرين, فأي كرم وفرح يكون بتقديم الماكولات والمشروبات في قاعة مخصصة لمناقشة علمية بحتة !!

ان من حق الطلبة ان يفرحوا لكن بالمكان والزمان المخصصين لذلك وان كانت المأكولات والمشروبات هي احدى مظاهر الفرح –كما اسلفنا الذكر- فأن باستطاعتهم توجيه دعوى للحاضرين سواء من اللجنة او الاقارب او الاصدقاء لحضور وليمة غداء في اي مكان اخر خارج الكلية وبعد المناقشة وليس قبلها كي لا تفهم بمعنى اخر مثل محاولة كسب اللجنة لصالح الطلبة قبيل مناقشتهم. كما ان من حق الطلبة ان لا يدفعوا اجور القاعة فهي من ضمن الكلية مثلها مثل اي قاعة دراسية اخرى, فاذا كان جلوس الطالب في اي قاعة مناقشة لساعات قليلة يتطلب دفعه لرسوم مالية, فسيأتي يوم يدفع ثمن جلوسه في القاعة الدراسية في المرحلة البحثية الممتدة لشهور ولا يمكن استبعاد حدوث ذلك حتى لطلبة الدراسات الاولية, خاصة مع وجود الفساد في مفاصل الدولة منها المؤسسات التعليمية, لهذا فأن من واجب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات هي عدم فرض اجور القاعات على الطلبة ومنعهم من شراء المأكولات والمشروبات, لأن الموضوع سيأخذ منحى اخر يتطلب دفع اجور اكثر لأشياء اخرى والتي قد تصبح ظاهرة سائدة, ويزيد من رقعة الفساد.


مشاهدات 1287
الكاتب لينا ياقو يوخنا
أضيف 2023/10/06 - 11:03 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 6:15 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 370 الشهر 7938 الكلي 9370010
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير