سهام الظاهر بمعرضها الأول في قاعة حوار.. 25 لوحة تجسّد مسيرة ألم طويلة للأهوار
بغداد - فائز جواد
مازالت وستبقى قاعة حوار للفنون التي يديرها الفنان التشكيلي قاسم سبتي تتحدى كل المعوقات التي تحاول غلق الابواب والطرق المؤدية للقاعة التي تقع في الوزيرية خلف اكاديمية الفنون الجميلة ، لتبقى مشرعة الابواب تستقبل نشاطات ومعارض الفنانين بترحيب كبير من قبل رئيس جمعية الفنانين العراقيين واعضائها من الفنانين . وضيفت القاعة في 21 من الشهر الجاري المعرض الاول للفنانة سهام الظاهر المعنون (الاهوار مسيرة الم) وافتتحه مدير عام دائرة الفنون العامة علي عويد بصحبة سبتي وعدد من الفنانين والمختصين اضافة الى عشاق الفن التشكيلي .
الوان مختلفة
المعرض الذي كان محط اعجاب كل من اطلع على لوحاته تضمن 25 لوحة تشكيلية باحجام والوان مختلفة جميعها تجسد الواقع المؤلم لاهوارنا التي كانت عنوان رئيسي لمعرض الظاهر بإستخدام المدرسة التجريدية التعبيرية والنغمة اللونية والتي قالت ان (جميع تخطيطات لوحاتي هي رسالة من هور ،لان اهوارنا تنادينا وستخرج من جفافها مدن نبنيها على اهوارنا وبكل تاكيد هذا مانرفضه لانها سمة عراقية وان شمة من نسائمها تحيينا وتنعشنا وهنا لابد لنا نحارب هذا الشئ لنعيد اهوارنا كما كانت بمياهها العذبة وطيورها واسماكها وناسها الطيبين والقصب والبردي والبلم والمشحوف والاهم الانسان وحان الوقت لنعيد اهوارنا وهي رسالة من خلال لوحاتي الى الحكومة وكل الجهات المعنية لنبقى ننتعش باهوارنا جنة الارض في جنوب العراق) مؤكدة (نعم لوحاتي تناديكم وتستسصرخ اعادة الامل والحب لاهورنا ) مضيفة (ضم المعرض 25 لوحة تشكيلية اشتركت جميعها في ثيمة واحدة وهي(المشحوف) و ابرزاللوحات تتكون من اربعة مقاطع تحمل نفس الفكرة ونفس اللون وتحاكي الواقع من خلال المفردة الموجودة بكل جزء وبالتالي تشكل لوحة واحدة وتقبل جمهور المعرض الفكرة وتفاعل معها لانه موضوع يحاكي الم اهوارنا ) موضحة(في كل اعمالي استخدمت الاكريلك على الكنفاز ).
وعبر مدير عام الفنون عن إعجابه بالاعمال الفنية المعروضة،من خلال المساحات اللونية البارزة في تكويناتها التعبيرية والتي شكلت رؤية فنية ابداعية مميزة، ومشدداً على (دور وزارة الثقافة ودائرة الفنون في ضرورة التواصل مع المشهد الثقافي والتواجد في المحافل الفنية التشكيلية وتقديم الدعم للفنانين والمؤسسات والمنظمات الفنية).
اعادة انتاج
وعن المعرض كتب الدكتور تراث امين عباس قائلا ( لعل من اهم صياغات الصورة في التشكيل هو اعادة انتاج المكان برؤية افتراضية تخلق تقابلا جماليا بين وجود المكان الفيزيقي ووجود افتراضي في ذهنية الفنان وهذا ما اشتغلت عليه الفنانه سهام ليكون مسارا في سلسلة اعمالها الاخيرة التي تضع نصب مخيلتها صورة المكان ومحددة اياه بالاهوار لتستدعي مرتكز ذلك المكان ،الهور المشاحيف والقصب والخنادق المائية بالتالي تقوم الظاهر على اساس التمني لديمومة واحياء هذا المكان لمايشكله من هوية في التراث الشعبي لتبقى تجربتها تختط طريقها داخل دائرة التشكيل العراقي المعاصر والنسوي منه بوجه خاص تضع نفسها موضع الانتباه لتكون مشهدا يمكن له ان يحدد خارطتها الاسلوبية نوعيا في خضم الكثرة الكمية التي تشهدها حركة التشكيل المعاصر في العراق).والطاهر حاصلة على شهادة الماجستير ، تدريسية في معهد الفنون الجميلة ،عضو نقابة الفنانين عضوجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين ممثلة لاكثر من مؤسسة فنية حارج العراق مشاركة بعدة معارض خارج العراق حصلت على العديد من الشهادات التقديرية والدروع من اكـــثر من جهة فنية.