صناع المحتوى والمؤثّرين هل يمكن أن ينالوا الثقة لدى متابعيهم؟
الأفلام العربية الحديثة تتناول الظاهرة وتبرّزها كفقاعات لدورها المحدود
الموصل - سامر الياس سعيد
ليس من قبيل الصدفة انني تابعت في الاونة الاخيرة احدث فيلمين مصريين تناول سياقهما المؤثرين وصناع المحتوى بشكل مباشر حيث ابرزا تلك الظاهرة ونموها المتصاعد في المجتمع المصري لكن مع ان التباين في الحبكة الدرامية للفيلمين الذي ساتناولهما بكثير من التفصيل ابرزا الحالة من جانب تاكل الثقة وتحديد صناع المحتوى كفقاع سرعان ما تنفجر غير مخلفة في الاذهان ما يستدعي تذكرها والوقوف عندها حيث تثير تلك المقاطع التي يضخها هذا الواقع الذي يرسم تفاصيله جمهور من المؤثرين بالوقوف ازاء يومياتهم وما يسهمون به من ابراز لجوانب مخفية وعلنية من حياتهم لتبقى مشاركة تجاربهم التفصيل الابرز في هذه الحالة.
بيت الروبي
ولكن ماذا عن واقع مدينتهم وبيئتهم التي يعيشونها وماذا عن الكواليس التي يتجنبون الاشارة اليها في سياق ما يضخونه من تلك المقاطع التي تملا فضاء السوشيال ميديا؟ واعود للفيلمين فاولهما بيت الروبي الذي ادى بطولته الفنان كريم عبد العزيز الى جانب كريم محود عبد العزيز وقصته تبدا مع اختيار كريم عبد العزيز خيار الانعزال في شاليه قريب من البحر بصحبة طفلين الى جانب زوجته الهاربة من حادثة موت احدى مريضاتها حيث كانت تعالجها بينما ياتي كريم محود عبد العزيز ليشق جدار تلك العزلة بصحبة زوجته المؤثرة لكي يطالب البطل بمرافقته لبضعة ايام كي يستعيد محله ويستانف حياته بعد هجرة مؤقتة فشل فيها الى احد البلاد وهنا تبدا احداث الفيلم بالحبكة حينما يظهر كريم عبد العزيز في جانب من تصوير زوجة قريبه فيستحوذ على اجواء السوشيال ميديا وتتلاقفه الشركات الراعية التي تستقطبه لاعلانات ومقاطع فيديوية ترويجية مما يفتح المجال امام احدهم لابراز مقطع فيديو يستعيد فيه حالة زوجة البطل وهي تتهرب من الانتقادات بعد فشلها في معالجة مريضتها مما ادى لوفاتها وكان الامر استعادة للماضي ومحاكاة قدرة هذه الشريحة من المؤثرين في الهروب من الماضي نحو واقع لايمت بصلة وحقق الفيلم اثناء عرضه اكبر الايرادات التي جعلت من النجم كريم عبد العزيز نجم شباك استثنائي نظرا للمبالغ التي حصدها الفيلم اثناء عرضه في عدد من دور العرض سواء في مصر او باقي الدول العربية اما الفيلم الثاني فهو مندوب مبيعات وبالرغم من ان ابطاله هم بيومي فؤاد واحمد فتحي وايتن عامر واسلام ابراهيم والذي انطلق عرضه منتصف اب (اغسطس ) الماضي بينما يلفت النظر اخراجه من مخرج عراقي يدعى حامد صالح الذي الف قصة الفيلم فان حبكته وتاثيره بقي ذات اسئلة عديدة دارت حول الفيلم الذي صورت كل مشاهده بدبي ويظهر في اغلب مشاهده واجهة لمطعم عراقي في دبي حيث تدور اغلب الاحداث وتنطلق منها رغبة البطل بيومي فؤاد (سعيد) بالاقتراب من قلب البطلة ايتن عامر فلم يجد بد من استقطاب تاثير مقطع فيديوي انتشر لاحمد فتحي واسلام ابراهيم لكي يوظف من خلالهما رغبة التقرب من البطلة التي تعمل ربيبة شركات اعمال.
تسميات مغايرة
وبالرغم من الاساءة للهجة العراقية في الفيلم والتعرض بالسخرية من مطبخه باطلاق تسميات مغايرة لابرز الطبخات العراقية كالباجة والدولمة واليابسة فان الفيلم بحد ذاته وهو يرصد ظاهرة المؤثرين لاينجح في ابراز تلك الظاهرة والوقوف عند حدودها وابعادها مكتفيا بابراز شوارع دبي والحياة التي تسود تلك المدينة المرفهة واجوائها اضافة لاضاءات بسيطة عن حياة العاملين فيها حيث يعيدنا الفيلم لظاهرة الافلام المصرية التي كانت تصور في اجواء سوريا ولبنان الخلابة ابان فترة السبيعينيات والمراهنة على تلك الاجواء التي كان ينجح فيها المطربون والفنانون في ابراز ما تتمتع به من مناظر خلابة وجميلة. لقد برزت ظاهر المؤثرين على صعيد مدينة الموصل بمحتوى يتباين مع ابراز عدد من جوانب المدينة خصوصا بما يتعلق بمطاعمها ومحاكاة الطراز الغربي فيها بعيدا عن ابراز جوانب اخرى تستعيدها تلك المدينة التي تطلب الخروج من عمق الازمات التي تلاحقها فعلى سبيل المثال هناك احد صناع المحتوى وهو خالد النعيمي الذي يلفت متابعيه باجادته صنع المربيات والطرشي وكبسه الى جانب اشااته المتعددة للمطاعم الشعبية التي تشتهر فيها المدينة الى جانب زميله محمد البكري الذي يشكل مع زملائه فريق عمل ينشط في المظاهرات والمحافل الثقافية الى جانب اجادته الترويج بلهجته الموصلية المحببة لجمهوره في استقطابهم للمطاعم التي ترتدي الطابع الغربي والتي برزت في غضون السنوات القليلة في المدينة حيث يســعى للاعلان عنها والترويج لها.