لُعبة الوعود المعسولة

حسين الصدر

-1-

اطلاق الوعود المعسولة مسلك معروف في أوساطنا العامة ، فهناك مَنْ لا يحسن الاّ هذا الفنّ ، ولكن وعوده ليست إلاّ احتيالاً ولعبا وكذبا على الناس فهو لا يفي بأيّ وعدٍ مِن وعودِهِ .

وهذا النكول عن الوفاء بالوعود يعتبر احدى العيوب البارزة في الشخصية ، ويكشف عن خواء روحي واخلاقي عميق يعيشه المدمن على عدم الوفاء بما وَعَدَ به .

-2-

قال الشاعر ناقما على الكذوب بوعوده يقول :

لا بصابونَةٍ ولا باثَنَتْينِ

قد غسلنا اليدين في المرتَيْنِ

والى القاع قد تردّى ذميماً

مُخْلِف الوعدِ فهو أقبح شيْن

-3-

ووعد أحدُهم أحدُ العلماء الاجلاء بوعود كثيرة وأخلف فقال فيه :

يا أحسنَ الناس قولاً

وأقبحَ الناسِ فِعْلا

وَعدتَ وَعْدَ كريمٍ

وَعادَ وَعْدُكَ بُخْلا

فصرتُ أبخلَ فعلاً

وكنتَ أكرم قُوّلا

-3-

واختص المحترفون السياسيون في العراق الجديد باطلاق وعودهم المغرية كسبا لأصوات الناخبين حتى اذا ما أحرزوا النجاح تبخرت تلك الوعود ولم ينفذ منها شيء على الاطلاق .

وحيـــــــث ان العراق مقبل على انــــــتخابات مجـــــالس المحافظات في 18 / 12 / 2023 جاء هذا التحذير من الوقوع فريسة تلك الوعود المعسولة التي قد يطلقها هذا الفريق او ذاك لصالحه ثم يخلف ولا يفي بشيء منها .

-4-

ان الانسان قد يقع ضحية اللعوب الكذوب مرّة ولكنه لا يخدع مرّة بعد مرة، والرهان على خديعته في كل مرّة رهان خاسر .

-5-                                          

ان اختيار الناخب للمرشح لابد ان يكون مدروسا ولابد للمعايير الموضوعية ان تراعى فيه. أما انتخابه بسبب طائفي او نسبيّ او مصلحي فتلك خيانة للوطن لابُدَّ أنْ يترفع عنها الوطنيون العراقيون المخلصون .